وأقصد بالمدير كل من تولى إدارة غيره سواء كان مدير قسم صغير ليس فيه إلا موظف واحد أو كان مدير شعبة أو مدير إدارة أو مؤسسة أو غير ذلك. والإدارة مسؤولية عظيمة وأمانة كبيرة ،على من وليها أن يتذكر مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال : والله لو عثرت دابة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لمَ لم أمهد لها الطريق. والإدارة كما في علم الإدارة علم وفن ،فليست علماً صرفاً ،ولا تعتمد على ما لدى المدير من إمكانيات وقدرات شخصية فقط. وعلى المدير الذي يريد أن يحقق النجاح في عمله والتقدم والرقي لجهة عمله أن يهتم بجانبين أساسيين وهما : 1-أن يجتهد ويعمل من خلال الإمكانيات المتاحة لديه ليحقق الأهداف الصغيرة لجهة عمله والتي تسير به لتحقيق الأهداف الكبرى .فالبعض قد يحاول أن يصل مباشرة لتحقيق الأهداف الكبرى متجاوزاً لما دونها وهذا في الحقيقة وإن استطاع تحقيق النجاح مرة أو مرتين فلن يدوم له ذلك ،لأن التدرج سنة كونية. 2-الاهتمام الشديد والعناية البالغة بالعنصر البشري ،وهم العاملون تحت إدارته . فهؤلاء مطلوب منهم تأدية مهام معينة ،والمدير الناجح هو من يجعلهم يؤدون هذه المهام بروح معنوية عالية مستخدماً في ذلك الطريقة المناسبة في التعامل مع كل شخص منهم . فالموظف عندما يقوم بتأدية مهمة معينة تحت ضغوط نفسية يفقد الانتماء والولاء لجهة العمل . لكن عندما يؤديها بروح معنوية عالية ،فإن هذا يزيد من انتمائه وولائه لمرجعه . فالمدير الناجح يعلم أنه لا يريد من الموظف إلا تأدية مهمات وواجبات وظيفته ،فإذا قام بأدائها بالشكل المناسب لم يرد منه شيئاً آخر. ومع الأسف فإن بعض الموظفين قد يعيش تحت ضغوط نفسية بسبب التعامل غير المناسب من مديره لا يقتصر تأثيرها عليه في محيط العمل بل تمتد لتؤثر عليه في جميع جوانب حياته الأخرى . وعلى المدير الناجح أن يتذكر أنه كالأب المشفق والأخ الرحيم وعليه أن يستعمل الرفق ،الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :إنه ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ).ولا يعني ذلك إهمال إدارته وعدم محاسبة المقصر في عمله ؛لكن لا يجعل العقاب والتسلط هدفاً من أهدافه وعليه أن لا يغفل عن أنه موظف مثل بقية الموظفين . [email protected]