الوفاء هي كلمة رقيقة تحمل في طياتها معاني جميلة فهي الإخلاص و البذل والعطاء. وأن من أجمل ما في الكون هو العطاء بلا حدود ودون مقابل. هنا لا بد أن نقف احتراماً و تقدير لمن أخلص وبذل وأعطى حتى نكمل معنى كلمة الوفاء لا بد أن نقف للدكتورة فتحية حسنين متعها الله بالصحة و أطال الله عمرها فهي خير مثال لمن أعطى وعلم أجيالاً و ترك بصمة في التعليم الطبي و خاصة في كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز بجدة، لقد تتلمذ على يدها أجيال و أجيال لم تكن عميدة أو رئيسة أو باحثة بل كانت معلمة تتمتع بالإخلاص في العمل والعطاء المستمر وحسن الخلق، علمت من أصبح عميداً ورئيساً وباحثاً. تحلت بأعظم ما تتحلى به النفس البشرية تطبعت بالوفاء أعطت بلا حدود واخترقت الحواجز وبذلت من نفسها الكثير لتمنح الغير جرعات كبيرة من العلم و الحب والإخلاص. مع أنها قد تقاعدت ألا أنها مازالت تغرد في سماء كلية الطب تعطي دروساً وتعالج مرضى وتمنح الاستشارات و تمتحن الطالبات فهي مثال للمعلم المخلص. التميّز هي التفوق في الدراسة أو العمل أو الحياة أو حتى في التفكير فلقد كانت الدكتورة فتحية شخصاً متميزاً فهي ليست شخصاً عادياً وحياتها تختلف عن مثيلتها، كان لها الارادة الكافية لدراسة الطب ثم التخصص ثم العمل الذي تميّزت فيه . قال احمد شوقي قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا ........ كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا إلا أن المعلم في عصرنا هذا أصبح مغبوناً ومظلوماً و قد لا يأخذ حقه و قد تجد الكثير من الاحتفالات للمتميزين و المرهوبين ولا يشمل المعلمين والأساتذة.. مع التميز الحقيقي هو العطاء المستمر والإخلاص في العمل الذي يقوم به من يعمل في حقل التدريس. لابد أن نقدم شكرنا وامتنانا لمعلمة الأجيال والام الحنون والأخت الفاضلة عرفانا بالجميل ووفاء للعهد وندعو لها أن يكون ما فعلته في حياتها لتسعد الآخرين في ميزان حسناتها وأن يعطيها الله سبحانه و تعالي الصحة والعافية . أستاذ علم أمراض النساء و الولادة. كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز بجدة .