اصطف المصريون في صبر امس الأربعاء للادلاء بأصواتهم واختيار رئيسهم لأول مرة منذ عهد الفراعنة لكن حالة الاستقطاب في البلاد تجعل النتيجة معلقة في الانتخابات التي يخوضها 13 مرشحا.وفي غياب استطلاعات للرأي يمكن الاعتماد عليها لا يعلم أحد من سيفوز بالرئاسة التي يتنافس عليها مرشحون إسلاميون وليبراليون وشخصيات من النظام السابق للرئيس حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في 11 فبراير من العام الماضي. إلا أن المصريين مستمتعون بحالة عدم اليقين بعد أن شاب التلاعب انتخابات الرئاسة خلال 30 عاما قضاها مبارك في السلطة.وقال إسلام محمد وهو مدرب سباحة يبلغ من العمر 27 عاما بينما كان ينتظر في الطابور أمام لجنته الانتخابية في القاهرة "يجب أن نثبت أن زمن بقائنا في المنزل في حين يختار آخرون لنا قد ولى."ولم ترد أي تقارير بوقوع أعمال عنف مع بدء عملية التصويت. الاَّ ان انباء قد اشارت الى تراشق بالاتهامات امام صناديق الانتخابات ضد من يسمون بالفلول الذين اعطوا اصواتهم للمنتمين للنظام السابق مثل عمرو موسى واحمد شفيق.والانتخابات الرئاسية حلقة مهمة في الانتفاضة المصرية. وقد لا يشعر عدد من شباب الانتفاضة بالثقة في وضع مستقبل مصر في يد إسلاميين أو في يد سياسيين من نظام مبارك إلا أن هؤلاء المرشحين قد يتمتعون بشعبية بين كثير من الخمسين مليون ناخب الذين يتوقون إلى إصلاحات بتوجه إسلامي أو يريدون قبضة يد قوية وصاحبة خبرة لإعادة الاستقرار والأمن. وبصرف النظر عمن سيفوز فانه سيواجه مهمة شاقة لانعاش الاقتصاد وسيتحتم عليه التعامل مع المؤسسة العسكرية الحريصة على الحفاظ على المزايا والنفوذ السياسي الذي تتمتع به.ويدير المجلس الأعلى للقوات المسلحة شؤون مصر منذ أن أطاحت الانتفاضة بمبارك العام الماضي وتعهد بتسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب بحلول الأول من يوليو .ولم تتحدد بعد مهام رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان والسلطة القضائية والجيش بسبب خلاف بين التيارات السياسية بشأن تشكيل الجمعية التأسيسية المعنية بصياغة دستور البلاد.وحتى مع بدء اليوم الأول من انتخابات الرئاسة التي تجري على مدى يومين لم يحدد كثير من المصريين رأيهم بعد بخصوص مرشحهم. وتسود مصر التي يقطنها 82 مليون نسمة أجواء احتفالية فكثير من الناخبين يقفون في الصف يمزحون ويتحدثون في استرخاء عن يوم سيظلون يتذكرونه. وتدفق الناخبون على اللجان الانتخابية وبعضهم يحمل مقاعد وصحفا متوقعين الانتظار في الصفوف لفترات طويلة.