صياغة الأخبار فن إعلامي حديث ، يكتسبه المحررون في وسائل الإعلام المقروء والمسموعة بالدراسة المتخصصة، أو بالممارسة العملية والدخول في دورات تطويرية للمهنة. ولست هنا بصدد تقديم موجز عن كيفية صياغة الاخبار، لأنني على الاقل لست اعلامياً متخصصاً ، ولكني أود الإشارة إلى نوع من " الدش" التوجيهي في الخبر ألاحظه بصفتي قارئاً عادياً. ففي الأخبار المتعلقة ببعض الجرائم الاسرية، أو المرورية التي ينتج عنها وفيات واضرار بالغة يرافق الخبر جملة مفادها أن الشخص المتسبب في الجريمة يعاني من اضطرابات نفسية. ولاحظوا معي أن هذه العبارة ترافق أخبار الانتحار على الأغلب أيضا. وإذا كان المنتحر خادماً أو خادمة أو عاملاً من الجنسيات الوافدة يرافق الخبر جملة أخرى مفادها أن الكفيل كان يعامل مكفوله معاملة حسنة! . فإذا وضعنا في الحسبان أن هذه الوقائع تنشر في حينها في الأعم الأغلب فكيف يمكن الجزم بأن الشخص يعاني من اضطرابات نفسية، وأن الضحية في الانتحار كان يلقى معاملة حسنة؟! في رأيي أن مثل هذه العباراة الاعتراضية التي " تدس" في ثنايا الخبر تهدف الى نوع من التبرئة لجهة وإدانة لجهة أخرى بشكل غير مباشر إذ لا يمكن اكتشاف مثل هذه الأمور بالسرعة التي ينشر بها الخبر. ولو رجعنا إلى أصل الجريمة لأمكننا التأكيد أن أي جريمة لا تصدر إلا عن نفس مضطربة غير مستقرة، فالإنسان السوي الهادئ لايقدم على الجريمة تجاه نفسه أو غيره، وهذا هو الجانب المباشر أو الجانب غير المباشر فهو: لماذا وصل هذا الشخص إلى حالة اضطراب نفسي؟! وفي الجواب يمكن الحل الحقيقي.