(1) يخطر ببالي ونحن نستقبل الشهر الكريم - أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات - وجوه كانت معنا في رمضان الماضي .. هنئنا بعضنا بليالي المغفرة، تسامرنا سوياً واخترنا ملبس العيد الجديد وها هو رمضان يعود ولكن دون تلك الوجوه .... رحلت وبقية ضحكاتهم تسكننا وثياب العيد ما زالت معلقة تسأل عن تلك الأجساد التي خرجت منها ولم تعد .. بغيضة هي لحظات الفراق التي تنشب مخالبها في أرواحنا بلا هوادة ولكنها الأقدار .. اللهم لا اعتراض .. (2) يخطر ببالي في رمضان تلك الأيام الجميلة التي تلاشت خلف وجه المدنية الجامد، أيام المشاعر الروحانية التي نستقبل بها الشهر الكريم، والأطباق التي كانت ترسلني بها أمي للجيران لأعود محملاً بأكثر منها . أين ذهبت تلك الأيام يا ترى ؟ (3) يخطر ببالي في رمضان شعب يتجرع أصناف الذل .. تتكسر أفراحه الممزوجة بفراق الأحباب على عتبات الحصار يأتيهم رمضان يحمل بين أيامه أملاً بعيدا قادما تتحطم فيه الأغلال .. في فلسطين يصوم الناس على هدم منزل، ويفطرون على أصوات المدافع الحمراء ولكنهم يصمدون .. يرفعون أكفهم يشكرون الله أن أعاد عليهم رمضان ويسألونه تفريج الكُربات . لا تنسوا ذلك الشعب البعيد من دعاء في رمضان، لنتذكر قبل أن نشبع أطفال جياع، لنتذكر قبل أن نضحك أرامل لم تجف دموعهم، لنتذكر ونحن نخرج آمنين للمساجد شيوخ يمنعون من سجدة ودعاء ... (4) يخطر ببالي في رمضان كل شخص أسأت إليه عامداً أو بلا قصد .. أغتنم الفرصة لأطلب الصفح من الله أولاً ثم منهم على ما بدر مني، فرمضان فرصة لتطهير الروح من كل ما علق بها من ذنوب ومعاصٍ . ومن يدري لعله آخر رمضان أحتفي بمقدمه معكم لذلك أطلب منكم جميعاً السماح . [email protected]