بوفاة الشاعر الأستاذ أحمد سالم باعطب رحل رائد آخر في تاريخ الشعر العربي ، وذلك بعد نجوم الشعر السعودي أمثال طاهر زمخشري وحمزة شحاته ، وحسن عبد الله القرشي، وحسين سرحان ومقبل العيسى . كان الباعطب يعيش عيشة الأدباء الشعراء الأعزاء، ماسكاً بزمام العمود الشعري العربي وبحوره الخليلية . لاينفك عن هذين الخطّين . يُشعر شعراً عروضياً. أسلوبه فيه جزل مسبوك باللغة الشاعرة الفخمة لايميل عن ذلك في وصف أو مدح أو رثاء. وهذا الأسلوب وهذه اللغة هِجّيراه في كل دواوينه وعادته فيها.. قال كثيراً من الشعر الفخم في المحافل الأدبية والشعرية والثقافية والمعرفية؛ بالقصائد الطوال والأبيات المئات والمؤلفة والمقطوعات والأرجاز الشعرية الجميلة. وبرحيله ترك الرجل فراغاً أدبياً وشعرياً وثقافياً واسعاً . الأمر الذي يجعل من بعده يحذُو حْذوهُ ويقتبس من خطه الشعري الجميل. إننا خسرنا بوفاته - رحمه الله - شاعراً مثقفاً وأديباً عارفاً ، ومثقفاً رائعاً. خسرنا شعرياً وثقافياً ومعرفياً وعربياً إسلامياً. كان عرافاً ببواطن الشعر وأسرار لغته البليغة وأعلامه ورجاله وفحوله منذ تاريخه القديم والحديث. كان يمتلك دواوينهم ويتخذهم مساراً مذهبياً لا تقليدياً وأسوةً لا إمّعة .. بل يحذو حذوهم لكن باستقلالية في القول .. قول الشعر وبلاغته وإنشاء القصيد وفصاحته .. الشيء الأشبه ببديع المتنبي وشوقي وحافظ والجواهري والغزاوي وعبد الله بلخير والقصيبي .. بل إنه ليُحاذِيهِمْ مكانةً ومستوىً. رحم الله أحمد سالم باعطب : ولاحول ولاقوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .. ولكأني بخيال شوقي يقول: قد كنتُ أوثر أن تقول رثائي يامنصف الموتى من الأحياء وإن تقدم في الزمان فكثيراً مارثى الباعطب أسلافه وقال فيهم المقطوعات والمرثيّات الحِسان.