بكل ما يضمه هذا العهد الزاهر من معطيات الخير والإنجاز.. حقائق ملموسة تترجمها الإنجازات التي تفيض بخيراتها على الوطن والمواطنين.. وتضيف إلى ما أنجز على كثرته إنجازات جديدة لاستكمال كافة الأسباب التي توفر للمواطنين سبل الراحة والرفاهية في كل أرجاء المملكة لكي يعمل وينتج ويبني دون صخب أو ضجيج ولئن كانت هذه الأعمال السياسية والإنمائية والتطويرية.. فإن وراء كل عمل منها جهوداً كبيرة بذلت على مستوى الدراسة والتخطيط والتنفيذ. لقد قامت المملكة العربية السعودية بإنجازات سياسية كبيرة على كافة المستويات إقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً وفق الأسس الفكرية والأخلاقية للقيادة السعودية الراشدة في معالجتها لمختلف الشؤون المحلية والخارجية وفي مواقفها المبدئية الثابتة التي تسير عليها منذ عهد مؤسسها الإمام الملك عبدالعزيز (يرحمه الله) وإلى يومنا هذا.. هذه المواقف تمثل مفتاح فهم وتقييم لكل ما يتعلق بالمملكة في مسيرتها الداخلية وسياستها الخارجية.. فما تغير شيء من تلك الثوابت ولا تبدل شيء من المنطقات الفكرية والأخلاقية. فالتمسك بشريعة الله كتاباً وسنة وتراثاً للسلف الصالح هو القاعدة الصلبة التي قامت عليها كل الإنجازات المادية والمعنوية على السواء.. هو شرف أولاه رب العزة والجلال هذه الدولة فبذلت ولا تزال من الجهد أبعده وأكثره لتكون في مستوى المسؤوليات على كل صعيد بجانب الدور التي تقوم به في المحافل الدولية والذي يعتبر مرتكزاً أساسياً علاوة على دورها الرائد إلى التضامن الإسلامي والعربي ومعايشة هموم الأمتين الإسلامية والعربية والحرص على دأب الصدوع التي تطرأ على العلاقات بين الأخوة.. وهي ثابتة أخرى من ثوابت منطلقاتنا الأخلاقية وإننا كمواطنين نحمد الله أن مكن قيادتنا الرشيدة من الوفاء بإلتزاماتها تجاه أشقائها والمحافظة على استمرارية منهاجها السياسية تجاه الأصدقاء.. رغم كل الظروف والمتغيرات الطارئة من حولنا. نحمد الله أن قيض لنا حكاماً متمسكون بالعقيدة الإسلامية وتطبيق الشريعة السمحة في كل ما يتعلق بعلاقة الفرد بدينه وعلاقته بأخيه مما ساعد على قيام هذه الكيان الشامخ الكبير كيان مثالي تسوده العدالة ويشمله الأمن والاستقرار.. من هنا استطاعت الدولة رعاها الله بناء الإنسان السعودي على قيم كريمة وأسس سليمة وأخلاق رفيعة مكنت الجميع من الإسهام في نهضة البلاد على كافة المستويات في جميع الحقوق والمجالات. وعندما افاض الله علينا من نعمه وفجر لنا كنوز الأرض بتدفق النفط انطلقت المملكة في الإعداد لبناء النهضة السعودية الشاملة التي قامت على تقوى الله وطاعته والامتثال لأوامره ونواهيه فكان ما كان ولسوف نمضي جميعاً في المملكة العربية السعودية نحو تأدية الواجب محافظين متمسكين بأخلاقياتنا الإسلامية وأسسنا وثوابتنا اليقينية.. ولن نفرط إن شاء الله قيد شعرة في القيام بهذا الواجب.