بدأ موسم الإجازة الصيفية ورغم حرارة الجو إلا أننا نحس ببرد نجاح الأبناء وبتوفيق الله تعالى لهم ثم لمجهود الآباء والأبناء وأسرة المدرسة في إتمام العام الدراسي على خير ما يرام، وفي نفس الوقت الدعاء للأبناء الذين لم يوفقوا لإحراز المعدل المطلوب بأن يجدوا السير للحاق بإخوانهم فالفرصة مواتية.. وهذا أمر ميسر ومتاح إن شاء الله فقد عُرف الخيل الماهر في مضمار السباق وإن تأخر قليلاً فلابد أن يلحق بأقرانه بل ويحقق قصب السبق في النهاية وكلها عوامل وأسباب تنعكس على الطالب متمثلة في العلاقة بين المدرسة والمنزل في متابعة الطالب. ولعل الشراكة بين المدرسة وأولياء الأمور في تعليم الطفل كانت أحد الأسباب الرئيسة لتطوير قوة الشخصية والكفاءات المطلوبة لتحقيق النجاح للأبناء في مراحلهم الدراسية المختلفة، وقد لعبت الأسرة دورا أساسيا وسليما طيلة العقود السابقة ولازالت تقوم بهذا الدور الهام في تعليم الأطفال والمشاركة مع المدرسة وتوفير البيئة المناسبة للدراسة والتحصيل إضافة إلى بناء الشخصية والقدرات والمهارات النامية لدى الأطفال حتى يكبروا ويؤثروا تأثيراً إيجابياً في حياتهم اليومية ومجتمعهم. وأذكر أنه صدر قبل ثلاثة أعوام (نوفمبر 2008 ) أعوام كتاب للكاتب الشهير ستيفن كوفي بعنوان (القائد في ذاتي ) تحدث فيه عن تأثير المدرسة والوالدين على الطفل حول العالم،ويحكي قصة غير عادية كيف أن المدارس وأولياء الأمور وكبار رجال الأعمال قاموا بإعداد الجيل القادم لمواجهة التحديات الكبيرة والفرص وكيف أن مدرسة ابتدائية قررت محاولة دمج العادات السبع الفعالة ومهارات القيادة الأساسية الأخرى في مناهجها الدراسية وفق منهاج دراسي بطرق فريدة ومبتكرة مستوحاة من نجاح مذهل من مدرسة ابتدائية وبعض المدارس الأخرى والآباء والأمهات في مختلف أنحاء العالم والتي اعتمدت هذا النهج وشهدت نتائج ملحوظة. وحقيقة فإنه لا يوجد طفل غبي وآخر ذكي.. بل كل الأطفال لهم قدر وافر من الذكاء فأنت تراهم بيننا ولا حاجة للدليل.. فترى مثلاً أنهم رغم صغرهم كيف يتوصلون لوحدهم لاستخدام تقنية الألعاب الإلكترونية والانترنت وأجهزة المحول والتي ربما البعض منا لا يحسن استخدامها حتى لو ذهبت تسترسل في تعليمه متطلبات ومكونات تقنيتها لذلك فهو طفل ذكي وبارع وماهر وعالم ومخترع الغد ولكن الذي يختلف فيه الأبناء هو درجة النبوغ من طفل لآخر.. والتي غالباً ما تكون في فئة قليلة منهم وتحتاج للدعم والمساعدة والمتابعة لمواصلة نبوغها.. لكن في هذا العصر عصر العلم والتقنية علينا أن نشمل جميع أطفالنا بالرعاية العلمية والدعم والأهم ألا يتخلف أحد الأطفال وراءنا عن ركب العلم بل يلحق بركب وقطار العلم مع أقرانه لأن القائد في المعرفة والاختراع في داخلهم كما قال صاحب الكتاب (القائد في ذاتي The Leader In Me).