تعلمنا من أساتذتنا فى علم الاقتصاد والسياسة والاجتماع أن يكون منهاجنا فى الحياة قائم على اسس متينة وهذا ماجعل دولتنا ولله الحمد شامخة امام كل العواصف التى اكلت الاخضر واليابس والتى لايزال يئن من وطئتها العديد من الدول التى تربى بين احضانها الاقتصاد المعاصر ومع هذا فنحن نعترف ان العجز لايزال يطال بعض هيكلنا التخطيطى فى بنود عصب الاقتصاد المتمثلة فى القطاع الصناعى وفئات الشباب بالتحديد لانزال نحبو فيه وان تأخرنا المخيف فى هذا الهيكل بدأت ثماره السلبية تطفو على السطح ويخشى عليه من الانفجار بسبب تراكمه العشوائى ونحن عندما نتعرض لهذا بصراحة نريد ان نلف قضايانا من واقعنا بعيدا عن المدح الزائف والاحلام الورديه وهذا ماجعل ركائز الدولة السعودية قوية من الاساس وغدت منجزاتها الحضارية فى كل اتجاه تتحدث بلغة واحده هى لغة الحقيقة لاغيرها ومن هذا المدخل اندحر اعداءها عند اعتابها وليس هنا مايهمنا لان ولى الامر يحثنا على الاستنهاض بما يفيد الوطن والمواطن قولا وعملا . لاشك ان الصناعة : ميراث ثقيل و من لم يحسن التعامل معه يشكو ويلاه وهناك معلومة قد يجهلها الناس كلهم ان تلكم الدول التى اصبح باعها فى الصناعة لايجارى هى نفسها تجهل التعامل الامثل مع هذا الميراث وبعضها او معظمها تخبط فيه والدليل الاوحد على ما اقول النزول الاقتصادى عند البعض الى الزحف على الركب وقد وصل هذا الانحدار الى ابعد من ذلك الى العملة التى ارادوا توحيدها للتعامل باستقلالية من خلالها وهناك من يتهم فئات من رؤوس الاموال فى هذا الانحدار المالى أو امريكا لكن عمومية الازمة كشفت الغطاء عن هذا الادعاء نعم هو كأس مر يجب ان يتجرعه الجميع لكن بتفاوت كما اسلفنا فيما يخصنا كدولة نامية وفق قيم من نوع آخر ولا اقول ان هذه القيم قد ادهشت الآخرين لأن ثوابتها راسخة منذ القدم اذن لامشكلة فى الثوابت وبالتالى لاخوف على رأس مال المستثمر فى هذا المحيط . لكن البارز فى الافق بالنسبة لمجالنا الصناعى ان التوظيف المالى لم يتركز فى وضعه السليم مائة بالمائة وجل من لايسهو واننا لازلنا نعول على الدولة فى كامل المنشآت الصناعية من الالف الى الياء وقد لايؤاخذنا المنتقد المالى من البدايات امام الحماس الفردى والرسمى ورغبة اللحاق بمن سبق الا اننا من الآن وصاعدا يجب ان تكون مراحلنا المتنوعة فى هذا المجال مخطط لها بعناية فائقة حيث تتدرج المنشآت الصناعية المترامية الاطراف فى بلدنا المعطاء الى الجزيئات وبمشاركة الجميع حتى الوصول الى الصناعات التكميلية التى يستكفى الوطن بها عن الوارد الذى يميت الاقتصاد موتا بطيئا وقد لايظهر لنا هذا العامل بوضوح لما وهبنا الله من ثروة بترولية تغطى العوار الاقتصادى سلبا وايجابا وما نتوسمه من صانع القرار ان يكون الانتقال الصناعى جنبا الى جنب مع تطوير التعامل البترولى لأن المادة البترولية مرتكز اساسى فى العام الصناعى وان كانت بذور الحرابة له تطفو من جدار المحرومين منه كمطالبة التوجه الى الطاقة الشمسيه ومع ان التوجه فى هذا المضمار اخذ نصيبه لكن البارز على الساحة الاقتصاديه انه غير مجدى لأنه قلب الموازين لتطغى الطاقة على الغذاء ولم يفلح الجهد التجاربى فى هذا المجال الى الآن لكننا كبلد نام متطلع الى التقدم وفق نتائج ايجابيه لم تغفل دولتنا الرشيده التباحث فيه . لقد طلبنا فى السابق من الدولة حماية هذا الجهد بتهيأة الشباب السعودى لهذا المرتكز الجديد او هذه النقلة التى لم يتعود عليها وكان المأمول فى هذا التوجه ان يكون ساريا منذ زمن ماقبل الطفرة الاولى ولاة ساعة ندم فى هذه التجارب الجريئة لكننا لانزال نعيب فى التطبيق الصارم لجانب واحد من المشكلة ككل واصبح الشباب يرى الماء بين اصبعيه ولا يستطيع ارواء ظمئه بمعنى ان المصانع البتركيمائية وغيرها تناديهم وتطلب منهم الخبرة او الالمام او البداية فى الالتحاق وبذلك فقدنا عنصر التشجيع ولايحل هذه المشكلة الا صناعات التجزئة او التكاملية لتلك الاصناف التى يحتاجها المجتمع بصناعات متواضعه تبدأ من المليون وصاعدا .. الجانب الآخر وهو المهم تهيأة الشباب وتهيأة الاعمال المناسبة لجميع القدرات عدا التكاملية بمجهودات ذاتية وتآكل الوظائف الحكومية حتى الرئيسية تدريجيا وينظر الى الوظائف الدونية نظرة صارمة من حيث الرواتب والمكافئات وخلافه حتى لانرى فى المجتمع فئة دون اخرى فى الحقوق والواجبات . قد اهدف من السيطرة القوية فى سد الفوهة الواسعة التى احدثها هذا الانتقال لأنه جاء فى التطبيق دون النظر الى المسافه التى يعانى منها شبابنا وخاصة اولئك المتخرجين من الجامعات بمختلف التخصصات اولادا وبنات واضرب مثلا حى من ابنتى التى تخرجت من جامعة طيبه بتقدير جيد جدا مرتفع تخصص احياء فهى الى الآن لم تجد عمل يناسب تخصصها لافى القطاع العام ولا فى القطاع الخاص وقس على هذا المشهد الحى المشاهد العديده الذى تضرر معظم الشباب بسببها لكن تضرر الوطن كان اكبر .