تحت عنوان ابي في مدرستي اقامت مدرسة ابتدائية للبنات في بريدة برنامجا يطبق المناهج المطورة لأول مرة على مستوى المنطقة، وفي عنيزة احتفل بمرور خمسين عاماً على تأسيس اول مدرسة حكومية للبنات، كان خلال هذه المدة قد تم تعميم على سائر انحاء المملكة ووصل اعلى مستوياته في مسيرة متفاوتة متأثرة باختلاف القناعات الإجتماعية بين المناطق. هذا الاختلاف يحدث في كافة المجتمعات، ومن ذلك على سبيل المثال أن البرلمان البريطاني وهو من اقدم المجالس النيابية في العالم، إذ تمتد جذوره الى القرن الثاني عشر، فإن اول امرأة لم يتم انتخابها لعضويته إلا في عام 1918م، واول عملية لزراعة قلب كانت عام 1967م قام بها الدكتور كريستيان برنارد في جنوب افريقيا وليس في هيوستن عندما كان في كلية بيلر للطب مع الدكتور مايكل ديبيغي، إذ لم تكن الأنظمة آنذاك تجيز ذلك في الولاياتالمتحدة. كذلك فان المجتمع السعودي كغيره فيه تحفظ على العديد من القضايا حتى اكتملت القناعة بقبول ما لا يتعارض مع مبادئه، ومن ذلك تعليم المرأة والصور الفوتوغرافية والتلفزيون والأدوات الموسيقية والتعامل مع البنوك والتأمين وتخصص القانون، كما تقبل مؤخراً مزاولة المرأة للمحاماة وشغلها العديد من الوظائف بما في ذلك الهندسية، ومشاركتها في انتخابات الغرفة التجارية وانضمامها كعضوة لمجلس إدارتها. رغم هذا بقيت مواضيع اخرى معلقة يدور النقاش حولها ويتكرر وهي الأكثر وضوحاً والأقرب للحسم، فهي ليست مواضيع فكرية او نظرية مطلقة حتى يكون الزمن كفيلاً بالوصول الى قناعة حولها، بل هي مواضيع تتطلب اقامة منشآت حكومية وخاصة ذات مواصفات عصرية، تتأثر بمرور الزمن، من ذلك موضوع إنشاء صالات مغلقة لممارسة الطالبات الأنشطة الرياضية في المدارس. هو موضوع استغرق وقتاً حتى حسم بالموافقة مؤخراً وايضاً ووفق على اندية رياضية مغلقة للنساء في العاصمة المقدسة، وبقيت مواضيع كقصر العمل في محلات الألبسة النسائية الداخلية على النساء معلقاً، فتأجيل قرار حسم هذه المواضيع وما يماثلها يضيع الوقت مما يتسبب في إقامة منشآت وفقاً لقناعات اليوم عاجزة عن استقبال قناعات الغد. [email protected]