كما هو معلوم فقد تعرضت جدة لكارثة السيول وكنا نعتقد أن كل شيء سوف يصلح وسوف يزيد الإخلاص والإصلاح ولكننا مع مزيد من الأسف لم نرَ تغيرا إلى الأحسن بل إن المواطن يحس يحس بالعكس وأن بعض الجهات المسؤولة عن الخدمات تغط في سبات .. وإلا فما سر تكدس العربات في شوارع جدة .. فلا يوجد شارع إلا وفيه حفرية أو مطب أو تحويلة مما جعل اي شخص يريد أن يقضي غرضا من الاغراض يستغرق في الطريق الذي يحتاج فيه إلى عشر دقائق يحتاج الآن إلى ساعة أو أكثر نتيجة الزحمة الشديدة في الشوارع. إن الحفريات التي تغطي معظم شوارع مدينة جدة قد تسببت في دمار وتكسير سيارات المواطنين .. والغريب أن الحفريات تحفر لمشروع معين وبعد دفنها يأتي مشروع آخر ويقوم بحفرها ومع ان المشروع الثاني كان من المفروض ان ينفذ قبل المشروع الذي نفذ أولاً وكأنه لا يوجد أي تنسيق بين القطاعات ذات الخدمات المختلفة كما هو موجود في كل بلد .. فما هذا الاستهتار بعدم التنظيم .. لأنه معلوم في كل بلد أن هناك مجلسا أعلى لكل مدينة يتكون من كل اقسام الخدمات ولا يمكن أن يحفر شارع اليوم ثم يأتي مشروع آخر كان المفروض ان ينفذ قبل هذا المشروع لأن هناك أولويات والتصرف بمثل هذا فيه هدر للمال العام. لقد ضاع المواطن ذرعاً من تصرف بعض الجهات واستهتارهم بالمواطنين .. وعدم الاهتمام بمقدرات الوطن. إننا نتوجه إلى سمو الأمير خالد الفيصل بأن يأمر بتكوين مجلس من كل أقسام الادارات لتنسيق عمل شوارع جدة حتى لا نحفر شارع اليوم لمشروع ثم نحفره اليوم الثاني لمشروع آخر، حتى أن الطالب لا يصل إلى مدرسته إلا متأخراً والموظف كذلك والتاجر والمريض، وهو الامير الذي عرف عنه الاخلاص والعمل المستمر .. حتى أنه رفض الحفلات والشعارات واللوحات التي كانت تريد إقامتها المحافظات أثناء زيارته لها، لأنه رجل عمل ويريد الترحيب بأن يكون تنفيذ المشاريع والإخلاص للوطن والمواطن وليس بالشعارات والحفلات.. لأن سموه لا يحتاج البهرجة والدعاية.. وكلما يتمناه هو الإبداع والإنجاز فهو من جعل من أبها مدينة نفاخر بها ونعتز بمشاريعها حفظه الله ورعاه. [email protected]