روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ إذا كانت لَيْلَةٌ ذَاتُ بَرْدٍ وَمَطَرٍ يقول ألا صَلُّوا في الرِّحَالِ ). في هذا الحديث فوائد متعددة ونفائس زاخرة كعادة كلامه صلى الله عليه وسلم؛ وسوف نتكلم في فائدة واحدة فقط من فوائد هذا الحديث وهي مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم لجانب السلامة الشخصية للمسلم وترخيصه له في عدم حضور صلاة الجماعة الفريضة العظيمة والمشهد الإسلامي المهيب والسماح له بصلاته في بيته لما قد يصحب ذلك المطر من أضرار وأخطار قد لا يشعر بها الشخص إلا وقد أحاطت به؛ فلا يستطيع النجاة. فإذا كان حال المطر والبرد رخصة للمسلم في الصلاة في بيته وترك صلاة الجماعة. أفلا نستفيد من هذا التوجيه النبوي الشريف فنلزم بيوتنا وقت هطول الأمطار وجريان السيول في الأودية والشعاب فنحفظ صغارنا ونكون بالقرب منهم ونقوم بملاحظتهم حتى لا يقع لهم أي ضرر من جراء الأمطار والسيول لا قدر الله. وأيضاً في ذلك حماية لنا من الخروج إلى مناطق لا نعرفها أو نجهل ما أحدث فيها السيل فتكون النهاية مؤلمة. صحيح أن الجهات المختصة يقع عليها مسؤولية التأكد من عدم بناء المساكن وتشييد الطرق في مجاري السيول وتنظيف تلك المجاري باستمرار وغير ذلك من المهام التي وضحها النظام. لكن نحن بحاجة أيضاً لرفع ثقافة السلامة لدينا؛ فلا يكاد يجري وادي من الأودية إلا وتجد مجموعة من الناس على جنبات هذا الوادي وأحياناً مصطحبين أولادهم ونساءهم ويكون هذا في الساعات الأولى من جريان السيول. أي قبل أن يستقر جريان السيل في الوادي بشكل واضح يؤمن معه الضرر. والبعض الآخر يقطع الوادي بسيارته طولاً وعرضاً دون أن يكون له غرض صحيح أو هدف محدد؛ ويغره في أحيان كثيرة مستوى المياه في الجانب الذي يقف فيه، وما علم أن السيل يجرف بعض الأجزاء من الوادي فيؤدي ذلك إلى انخفاضها بشكل أكبر من غيرها، فتكون سبباً لانقلاب السيارات التي تعبر الوادي وغرقها نتيجة لذلك. فلنرحم أنفسنا بقليل من الوعي والله المستعان. [email protected]