هل لليتم والفقر والضعف لغة أو جنسية ينسب إليها؟! هذا السؤال يلح عليّ ويحك ذهني كما يحك الظفر الجلد، يوم لليتيم العربي!! ماذا نقول لليتيم الكردي والتركي والهندي؟ ماذا نقول لليتيم غير العربي؟ هل مثل هذا العنوان موجود في البلاد الأخرى؟ وماذا يكون موقفنا عندما نجد مثل هذه اللافتة؟ ألا نشعر بالتمييز بين انسان وانسان من غير مبرر.لقد قال الله سبحانه في كتابه العزيز: "فأما اليتيم فلا تقهر" وقال تعالى: "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا".وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.هل في هذه النصوص الشرعية وصف إضافي لتخصيص يتيم أو تمييزه عن غيره؟ .قد لا يثير العنوان كثيراً من العرب، ولا يخطر في بالهم أي شيء آخر، ولكنه سيثير شخصاً مسلماً يتكلم غير العربية ولو كان مقيماً في البلد إقامة مؤقتة لأغراض دبلوماسية أو تجارية أو وظيفية! وقد يثير شخصاً غير مسلم كذلك لو قلنا "يوم اليتيم المسلم" لأن رعاية اليتيم في مثل عمره قبل بلوغه سن الرشد ويدفع إليه أمواله ينبغي أن يفصل عن أي اعتبار إلا أنه "إنسان"، ولذلك أنا معجب بتسمية جمعية رعاية الايتام في المملكة العربية السعودية بهذه الكلمة الجامعة المانعة "إنسان" والتي احتفلت قبل ايام بمرور العشرية الأولى على انشائها.أدعو القائمين على تفعيل هذا اليوم أن يجعلوه يوماً "لليتيم الإنساني" فحسب.