سمعنا منذ سنوات عن فكرة مراكز الأحياء بمدينة جدة ولا اعلم إن كانت هذه الفكرة سائدة في باقي مناطق المملكة ولكني أعلم جيدا إن مدينة جدة سباقة دائما لتبني الأفكار الرائدة والفعالة في الواقع مرت سنوات دون تفعيل يذكر لهذا المشروع ظهر دوره في حادثة سيول جدة وتم تكريم الجهات التي قامت بالمساندة والمساهمة لإحتواء تداعيات أزمة السيل... علمت أن المشرفة على القطاع النسائي لهذه المراكز هي صاحبة السمو الأميرة العنود بنت عبد الله حرم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وقد جرى تعيين إدارة عامة نسائية وكذلك مديرات لمراكز الفروع.. الواقع أعجبتني الفكرة تذكرت مفهومها الجميل رأيته وقرأت عنه في معظم الولاياتالأمريكية وكثير من الدول الأوروبية ... وهو في حقيقة دعواه فكر إسلامي حيث يدعو للتكافل الاجتماعي وحفظ حقوق الجار ومساندته والسؤال عنه الخ هذه المفردات الرائعة التي تكفل حق التآخي والجيرة وهو ماتشغلنا عنه ظروف الحياة حيث لا يعلم الجار عن جاره شيئا في هذا الزمن الغريب.. مرت سنتين قبل أن تزورني مجموعة من الصديقات القدامى وهن من سكان حي الروضة الذي اقطنه منذ أول تأسيسه قدمن لي دعوة للمشاركة في العضوية الواقع السؤال الأول كان عن المقر وحيث أن المقر الحالي صغير جدا ومؤقت اتفقنا على عمل حفل يستخدم ريعه لتأجير موقع مؤقت آخر ولتفعيل هذه العضوية طلبن مساهمتي في إعداد حفل نسائي نقدم فيه عدد من الموروثات الشعبية النسائية ونلقي عليها الضوء تساءلت أين ومتى.. لم تصعب علينا الإجابة طالما أن أحد جيراننا هو الشيخ عبد المقصود خوجه الغني عن التعريف بأثنينيته الرائدة وقد غدا بها من خيرة من يكرم العلم والثقافة في بلادنا سواء للمواطنين أو العرب أو الأجانب وهذا ما سوف يحفظه له التاريخ فمن يكرم العلم لا يموت أبدا.. بادر هذا الجار بكل ما عرف عنه من أريحية وكرم فقدم منزله العامر بجميع تجهيزاته وكذلك مأدبة عشاء لأي عدد من الضيفات وتم لنا بمساندة كاملة من السيدة حرمه إقامة أول احتفال وفاق عدد الحاضرات 500 سيدة من خيرة وجوه المجتمع ومعظمهن من حي الروضة تم لعضوات المركز التعريف بأهدافه ودوره الرئيسي والهام لكل منطقة ذكر أن الدولة قدمت الأرض للمشروع وتم تجهيز الخرائط والرسومات الهندسية ولكن حتى الآن لم تتوفر قيمة البناء..في الواقع نجحت الخطوة الأولى بطريقة ممتازة الحفل كان رائعا بجميع المقاييس والناس كانت سعيدة وشاكرة لم تتخطاني سيدة إلا وقامت بشكر المركز ثم طلبن بالإلحاح عمل أنشطة ترفيهية مماثلة لو مرة بالأسبوع لو مرة بالشهر وعرض الكثير منهن التطوع بالمساهمة بالعمل مع المركز.. اعتبرت ذلك ضربة موفقة جدا للمركز في أول احتفال له . الواقع أن أهداف هذه المراكز سواء البعيدة أو القريبة أهداف رائعة تحول الحي إلى أسرة تشبه أدوارها أنظمة الأسر النووية الممتدة وهو النظام الذي كان يسود في مجتمعنا لقرون طويلة ولازالت فكرته قائمة داخل الأسرة الصغيرة وإن تخللت الأدوار الاجتماعية نتيجة لتغير البني فيها وتبادل المواقع للأفراد بداخلها لدى الرجال والنساء على حد سواء. لم يمض على الحفل إلا خمسة أيام ورغم ذلك اتصل بي عدد كبير من الجهات النسائية ومن ضمنها مراكز الأحياء يطالبن مشاركتي للإقامة حفل مثل حي الروضة وكم جميل ورائع الإسهام التطوعي لو كان هناك وقت لا يستهلكه العمل الخاص. السؤال الآن في ظل هذه الاستجابة الكبيرة من جميع النساء والحماس المنقطع النظير والرغبة الصادقة في المشاركة الاجتماعية أتوجه بالنداء لصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بتبني فكرة بناء مراكز الأحياء وسموه قادر على استقطاب سكان الأحياء في المشاركة لا سيما والمشروع برمته رائعا ومفيدا لكل أسرة وكل حي. هنالك أوقات مهدرة كثيرة للسيدات والفتيات وجود مركز به كافتيريا ونادي ولجنة ثقافية ولجنة إصلاح ذات البين ولجنة ترفيهية ولجنة تعليمية من شأن كل هذه الأنشطة أن تعكس إيجابا على كل عقلية وتستفيد بلادنا وتفيد.. أعزائي... كل المشاريع العملاقة تبدأ دائما بفكرة وقيادة ذات جنان ثابت وأجدني أكرر ما امتثلت به رئيسة مركز حي الروضة الأستاذة نعيمة رحيمي : على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وردة.. ابشر بعزك ومجلسك يطاول سهيل ويتعلى مادمت يا صاحبي اخترتني لدربك رفيق.