أقام عمدة حي الهجلة بمكةالمكرمة الشيخ محمود بن سليمان بيطار بالتعاون مع مجلس الحي ومجموعة غاية التجارية مساء أمس الأول الحفل السنوي الثامن التكريمي للمتفوقين من أبناء السجناء بحضور وكيل جامعة أم القرى الدكتور عادل بن محمد نور غباشي ومدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم الحمزي ومستشار وزير الشؤون الاجتماعية إحسان طيب والشيخ يحيى الكناني رئيس لجنة أسر السجناء والمفرج عنهم بمكةالمكرمة وعدد من وجهاء وأعيان العاصمة المقدسة وعمد الأحياء حيث بدأ الحفل بالقرآن الكريم . ألقى بعد ذلك الشيخ محمود بيطار كلمة قال فيها: في البداية أوجه شكري وتقديري لرئيس وأعضاء لجنة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم التي هيأت هذا اللقاء ولولا تفاعلها وتجاوبها مع هذه البادرة لما رأت النور واجتمعنا في هذه اللحظات المباركة، ولا شك أن الاهتمام والرعاية لأسر السجناء والمفرج عنهم سنة حسنة سنها ولاة أمرنا حفظهم الله فكما يحظى كل مواطن بالرعاية عندما يكون في وظيفته أو منزله يحظى بالرعاية المضاعفة عندما يقع في مشكلة لا قدر الله تقوده لدار الإصلاح والتهذيب فهذا الاحتفال هذه الليلة هو امتداد ضمن الأعمال والأنشطة التي نقوم بها على مدار العام وهو ثمرة تعاون مع ما تقوم به لجنة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بتوجيه من سمو سيدي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وسعادة مدير عام السجون وسعادة مدير شرطة العاصمة المقدسة. اخواني وأبنائي الأعزاء ..أقف أمامكم وكلي شوق وأمل أن يتجدد هذا اللقاء ونحن في أحسن حال نجتمع على بساط الود والمحبة والفرحة تغمرنا بعودة من فقدناهم هذا اليوم من الآباء والأبناء والاخوة والأصدقاء لظروف شاءت ارادة الله أن تكون ولا بد من التأكيد أن الهدف من هذا اللقاء هو التعارف وتقوية أواصر المودة والمحبة فيما بيننا في هذا المجتمع الطيب المبارك ..تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسيدي النائب الثاني حفظهم الله. أيها الحفل الكريم إن الفضائل المحمودة ما هي إلا سجايا للنفس المؤمنة، من مقتضاها التآلف بين المتصفين بها على حد سواء والله تعالى لم يؤكد على تقوية أواصرالأخوة بين المسلمين ويقوي روابطها إلا لإعزاز دين الله تعالى وحماية مصالح المسلمين الدينية والدنيوية ، ولذلك أمر الله بالاجتماع والائتلاف ، ونهى عن الفرقة والاختلاف ، إن من أصول الدين أخوة الاسلام فأخوة الاسلام رابطة متينة وحصن حصين ونصرة مبينة، أخوة الاسلام بها يتواصى المسلمون ، ويتناصرون وبها يتراحمون ويتعاطفون ، وبها يتوارثون ، وبها يتعاونون ، وبها يتناصحون ، وعلى هذا النحو ينتقل الأمر من الأفراد إلى الأسر المكونة من الأفراد، ثم إلى المجتمع المكون من الأسر ، ثم إلى الأمة المكونة من المجتمعات ، فمناط الوحدة بين هؤلاء جميعاً هي القيمة المعنوية للفضائل الراسخة فيهم، حتى يرى الجمهور من الناس كواحد منهم، أيها الحفل الكريم هنا كلمة لكل امرأة ابتلاها الله بفقد راعيها من أب أو زوج أو أخ أو ابن وإن كان هذا الغياب لفترة مؤقتة لكنني أقول لها أيتها الأم والأخت، الأم يترعرع في أحضانها العظماء والنبلاء في الأمة ثمرة حسن الرعاية والتوجيه من أمهاتهم ، يقول الامام الشافعي رحمه الله : ( نشأت يتيماً وأنا بالشام، فجهزتني أمي للسفر إلى مكة لطلب العلم وأنا ابن عشرين سنين) قال: (ولم يكن عندها ما تعطيني ما أشتري به القراطيس ، فكنت أنظر إلى العظم فآخذه فأكتب فيه). أيها الإخوة لا أريد أن أطيل عليكم وكم أنا سعيد وأنا أنال هذا الشرف لتكريم أبناء أعزاء على قلوبنا وأسأل الله تعالى أن يعيد كل من فقدناه اليوم إلى أسرته في أسرع وقت وأنتم أيها الأبناء أوصيكم أن تكونوا قدوة حسنة وصالحة في مجتمعكم وكرسوا جهودكم في التحصيل العلمي فالعلم هو السلاح الذي يتسلح به الانسان ليقوده إلى المراتب العالية واحرصوا على خدمة دينكم ومليككم ووطنكم بكل اخلاص وتفان. أخيراً أوجه شكري وتقديري لكل من شرفنا بالحضور وكل الشكر لسعادة الدكتور عادل غباشي وكيل جامعة أم القرى وإلى فضيلة الشيخ يحيى الكناني رئيس لجنة السجناء والمفرج عنهم الذي لا يألو جهداً في تقديم كل عون لكافة الموقفين وتقديم العون والدعم لأسرهم وأبنائهم وكذلك الشكر الجزيل لسعادة اللواء إبراهيم الحمزي مدير شرطة العاصمة المقدسة هذا الرجل الذي نال خلال فترة عمله البسيطة في أطهر بقعة في الكون نال احترام وتقدير ومحبة أهالي وأبناء مكةالمكرمة وهو لا يألو جهداً في خدمتهم وتقديم العون والمساعدة لهم وأيضاً حرصه ومتابعته لأسر السجناء والشكر لكافة أعضاء لجنة السجناء والمفرج عنهم وأسرهم وكل الشكر والاعزاز للسادة مجموعة غاية التجارية بمنطقة مكةالمكرمة على دعمهم لهذه المناسبة والمناسبات الأخرى وهذا ليس بغريب عليهم حيث عهدنا فيهم حبهم للأعمال الخيرية والانسانية وفقكم الله دوماً وأبداً والشكر لكل من شارك ودعم وحضر هذه المناسبة والشكر للسادة الأفاضل وسائل الاعلام المقروء والمرئي والمسموع. بعد ذلك ألقى الشيخ الكناني كلمة قال فيها: أيها الاخوة الكرام في مثل هذه الليلة المباركة والسعيدة يحتار الإنسان ماذا يقول؟ وقد سألني أحد الاخوة الاعلاميين عن مدى ما تعانيه أسر السجناء من المجتمع؟ فقلت انما نراه واقعاً ملموساً في هذه الليلة المباركة هو عكس هذا التصور فالذي أقام هذه المناسبة وهذا الاحتفاء وهذه الاحتفالية هم المجتمع وما الشيخ محمود بيطار إلا رمز من رموز هذا المجتمع فدور العمدة لا يقتصر على الدور التقليدي الذي تبادر في أذهان الناس وتسمر في رؤوسهم انما هو مثل هذه اللفتة الانسانية وهو يمثل مجتمعا بأسره. قام هذا المجتمع بهذه اللفتة الكريمة وبهذه الاحتفالية واهتم بهذه الفئة وقدمهم إلى المجتمع على أنهم أفراد ناجحون ، وإن كان هناك ما يكدر خواطره ، وهذا ليس عيباً وليس مشكلة في حياتهم انما التاريخ يتحدث عن نماذج لأناس سطروا نجاحات وهم كانوا في مثل هذه الحالة التي يعيشها اخوتهم في السجن ، وضرب مثلاً بأبي محجن الثقفي رضي الله عنه الذي كان يرافق جيش سعد بن أبي وقاص في معركة القادسة الذي كان مبتلاً بشرب الخمر وكان يشربها خلسة وخفية وهذه معصية يعاقب الله سبحانه وتعالى عليها ويعاقب عليها ولاة الأمر، وقد اكتشف سعد بن أبي وقاص ما فعله أبو محجن الثقفي فأمر بحبسه منفرداً في خيمة وبدأت المعركة وكان أبو محجن يسمع صليل السيوف ويتألم في داخله كيف حرم من هذه المعركة ومن الجهاد في سبيل الله وهم لم يأتوا من هذه البلاد البعيدة إلا للقتال والجهاد في سبيل الله . بسبب هذه الخبيثة الخمر وبسبب المعصية ويريد الله سبحانه وتعالى أن يُضرب سعد فيتساوى الاثنان بأن يحرمان من المعركة فتحامل سعد بن أبي وقاص على نفسه وطلب من أصحابه أن يوقفوه على شرفة مكان مرتفع ليرى المعركة وينظرها بعينه ويتابع سير المعركة ، فيرى في المعركة كراً ككر البلقاء التي هي فرسه ويرى شجاعاً لا يشبهه إلا أبي محجن فيقول الكر كر البلقاء والضرب ضرب أبي محجن ولولا أن أبا محجن مسجون لقلت انه هو ولولا أن البلقاء فرسي لقلت انها هي ثم يقاتل أبو محجن ويعود وهذه لها مقدمة، ان أبا محجن رضي الله عنه طلب من زوجة سعد بن أبي وقاص وسألها بالله أن تطلق سراحه حتى يشارك المسلمين في قتالها ووعدها بأن يعود اذا الله سبحانه تعالى لم يكتب له الشهادة وإن قتل في سبيل الله فهذا مطلبه ويستريح سعد ويستريح كما ذكر الناس منه فيكتب الله سبحانه له أن يشارك وأن يكتب الله للمسلمين النصر ويكتب له السلامة من الموت ومن الشهادة في سبيل الله ، فيعود و يفي بوعده ويعود إلى الخيمة وتأمر زوجة سعد بربطه في تلك الخيمة كونه ولي الأمر هو الذي يطلق سراحه، ثم أخبرت سعداً رضي الله عنه بأنها فعلت ذلك استجابة لإلحاحه ونزولاً عند رغبته. هذه القصة تدل دلالة واضحة على أن المعصية ليست عائقاً عن أن الانسان يقدم ما يستطيع أن يقدمه في سبيل الله وعلى أن المعصية لا تمنع الانسان من أن يكون عضواً صالحاً في المجتمع وعلى أن المعصية لن تكون هي نهاية المطاف ، انما هي طريق أحيانا للنجاح وأحيانا تكون للتوبة ونهاية القصة أن سعد بن أبي وقاص استدعى أبا محجن وقال له والله لا أراك يا أبا محجن على شرب الخمر فقال له والله لن تراني عليها ، وهذه قصة تكفي لأبنائنا واخواننا وأبناء السجناء وللسجناء أنفسهم وللمعفو عنهم أن المعصية هي من طبيعة الانسان ولم يخرج أبونا آدم من الجنة إلا بسبب المعصية وهذه سنة جارية وسمي الانسان إنساناً لأنه ينسى ويخطىء ولكن خير الخطائين التوابون ، وفي مثل هذه الليلة المباركة أتقدم بالشكر الجزيل لأخينا محمود والله نسأل أن يثيبه ويجزيه خيراً على ما يقدم وأن يوفقه ومن معه ومن قام على هذا المشروع الانساني أعواماً مديدة لتمتد هذه الايادي البيضاء في مجتمعنا المبارك ونشكر للجميع هذا الحضور ومشاركة هذه الفئة الغالية هذه الفرحة وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والنجاح وصلى الله وسلم على سيدنا محمد. بعد ذلك ألقى اللواء إبراهيم الحمزي كلمة قال فيها.. في البداية أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمدير عام السجون اللواء الدكتور علي الحارثي الذي شرفني بحضور هذا الاحتفال ، كما أتقدم بالشكر الجزيل لأخي العزيز الشيخ محمود بيطار عمدة حي الهجلة وهو بهذا العمل يمثل العمودية المكية بتقاليدها المعروفة كما هي في أحسن صورة وهذا الاحتفال وعلى مدى سنوات ماضية جزء من تجليات العمودية المكية كما قرأنا عنها وكما سمعنا عنها. ومن جهة أخرى أيضا هو كأحد منسبوي وزارة الداخلية انما هو يمثل رؤية وزارة الداخلية في متابعة نشاطها الأمني والاجتماعي والانساني وان كانت شهادتي فيه مجروحة لكني أتمنى ان شاء الله أن يستمر في مثل هذه المبادرات النبيلة وأن يكون قدوة لكافة زملائه عمد أحياء مكةالمكرمة كما أتقدم أيضا بالشكر والتقدير لسعادة الاستاذ يحيى الكناني رئيس رعاية السجناء والمفرج عنهم وان كانت أيضاً شهادتي فيه مجروحة وفي هذه المؤسسة (رعاية السجناء والمفرج عنهم ) التي هي واحدة من فعاليات مؤسسات المجتمع المدني وفرع مكةالمكرمة يعتبر منجزاً لا يحتاج إلى اثبات فجهوده واضحة وملموسة . وأشكر لكم أيضاً أصحاب الحضور الذين خصصوا مثل هذا الوقت لمشاركة الاستاذ محمود ولمشاركة (لجنة السجناء والمفرج عنهم) ومشاركة أبنائنا المستهدفين هذا المساء وأنا بدوري أتوجه لهم وأحييهم على اهتمامهم واصرارهم على النجاح واصرارهم على تخطي كافة الظروف الاجتماعية والمعوقات التي قد تعترض طريقهم وأرجو أن يكون مثل هذا الاحتفال وهذا اللقاء دافعاً للتصميم وللمثابرة على تحقيق أفضل النتائج ..اكرر الشكر للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعدها ألقى وكيل جامعة أم القرى الدكتور عادل غباشي كلمة قال فيها .. حقيقة أشعر بسعادة غامرة أن أكون بينكم في هذا اليوم وفي هذه المناسبة وهي تكريم الناجحين والمتفوقين من أبنائنا وبناتنا الطالبات والحقيقة هناك كلمة شكر وتقدير لأخي الشيخ محمود بيطار والأخ يحيى الكناني على تعاونهما الكبير والذي استمر سنوات طويلة جداً تشرفت طيلة هذه السنوات بأن أكون معكما فيها وهي ثمرة من ثمار التعاون الكريم والتعاطف والتعاضد لله سبحانه وتعالى في تسجيد صور المجتمع المكي وصورة المجتمع الاسلامي في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية هذه البلاد الطاهرة المباركة التي تشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه ولي العهد وسمو النائب الثاني الكثير من الانجازات الحضارية والعمرانية والثقافية والفكرية والعلمية والتعليمية وفي هذا الانجاز الذي نحن اليوم في واقعه أيضاً يأتي ضمن ثمار هذا التطور الذي تعيشه بلادنا وهذه النهضة الحضارية ولا شك أن مؤسسات المجتمع المدني يجب أن ترقى بأعمالها لتنال كافة شرائح المجتمع وتكون هناك مؤسسات ترعى كافة أبناء المجتمع بكافة الفئات التي فعلاً تحتاج من الجميع الوقوف والمساندة فشكراً لكم جميعاً على هذا الانجاز الرائع والدعاء لهما بالتوفيق والسداد الدائم انه سميع مجيب. بعد ذلك تم تكريم الطلاب المتفوقين وتكريم الحضور ، بعدها توجه الجميع لتناول طعام العشاء المعد بهذه المناسبة. لقطات - الحضور كان كثيفاً من السيدات والسادة حيث خصصت للسيدات والطالبات المتفوقات مكان آخر في متنزه الحكير وأشرفت عليه حرم عمدة حي الهجلة والاستاذة مريم خضر الزهراني الناشطة المعروفة وعضو جمعية أم القرى الخيرية النسائية. - شاركت فرقة ومجموعة روحاء بالعديد من الأهازيج الشعبية والمجسات الحجازية والمزمار الذي شارك فيه الجميع بدون استثناء ابتهاجاً بهذه المناسبة.