أهالي مكةالمكرمة والمقيمون على علاقة وثيقة بحمام "رب البيت" أو حمام الحرم أو "حمام الحمى" ويعرف "المكيون" نوع حمام الحرم منذ سنوات طويلة لا يعرف لها تاريخ معين إذ لا يقتصر وجوده في ساحات وداخل المسجد الحرام بل يتواجد بكثرة حول الحرم المكي بل وأحياء العاصمة المقدسة ويحرص أهالي مكة على عدم "تنفيره" أو "إلحاق الأذى به" لا عتقادهم بأنه حمام خاص بصفاته ولونه وتاريخه لايُرى إلا في مكةالمكرمة وأحيائها .. رأي السيوطي يقول الأمام السيوطي أن أصل حمام الحرم من الحمامتين اللتين عشعشتا على الغار اثناء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فكان جزائمها ان يعيشا وذريتهما آمنين في الحرم ويقال إنه من نسل طير "ابابيل" الذي أرسله الله لهلاك ابرهه وفيله عندما أراد تحطيم الكعبة المشرفة. في المدينةالمنورة ولأن مكةالمكرمة حمى لمن يدخلها وحرمها أمن والحرم النبوي في المدينةالمنورة هي الحمى الحقيقي لأهل المدينةالمنورة ولما كان الحمام يتواجد في مكةوالمدينة فقد سمي "حمام الحمى". توثيق الكردي أما العالم محمد طاهر الكردي يرحمه الله ابن مكةالمكرمة ومؤلف تاريخ مكةالمكرمة فقد بقي فترة طويلة يتردد على الحرم المكي وهو من سكان الأحياء القريبة منه لاثبات أو نفي وقوف الحمام على الكعبة واستطاع أن "يوثق" بعدسته الخاصة وقوف الحمام على "الميزاب" ونشر ذلك في أحد أجزاء كتابه عن مكةالمكرمة،(البلاد أجرت الحديث الوحيد في عام 1398ه مع الشيخ الكردي). أهل مكة وحمام رب البيت هناك شعر أو قول يردده الناس في مكةوالمدينة يصف أهلها بأحسن أنواع الحمام يقول " أهل مكة حمام وأهل المدينة قماري" و"القمري" معروف من أفضل فصائل طيور الحمام وله شكل جميل جداً. حصاوي الحرم على مدى سنوات طويلة إلى ماقبل التوسعة الأخيرة كان المصلون والزوار والحجاج والطائفون يرون حمام الحرم المكي بلونه المعروف والذي يميل إلى الأبيض والأسود مع لون "أخضر" أسفل الرقبة يشاركهم طوال فترة بقائهم في الحرم خاصة في فترة النهار وزاد من ذلك قيام بعض أهالي مكة والزوار باصطحاب "الحَب" لتقديمه للحمام كسبا للأجر ولما كانت هناك فراغات تسمى "الحصاوي" لوجود قطع الحجار الصغيرة على مساحاتها يصلي عليها الناس اصبح تواجد الحمام دائما لتزوده من الطعام الذي يقدم له من المصلين ويرمى داخل هذه "الحصاوي". عناية متأخرة وقبل سنوات لاتزيد على الخمسة أو أكثر منها قليلاً فكرت أمانة العاصمة في "بناء" سكن للحمام أقيم أحدها تحت "جسر الحجون" حتى يأوي إليها إلا أن الفكرة لم تحقق النجاح وربما كانت لأسباب خصوصية "حمام رب البيت" الذي يختار مكانه دون إلزامه بمكان للعودة إليه في الفترة المسائية التي لايُرى الحمام خلالها.. مكة الأسبق كان الناس يشاهدون صوراً تشير إلى أن بعض الدول وفي ساحاتها الكبيرة يقترب الحمام من الناس ويحط على رؤوسهم وأجسامهم ومن ذلك "لندن" وغيرها.. والحقيقة ان حمام رب البيت سبق هذه الدول بسنوات طويلة فقد عُرف من سنوات لايمكن تحديدها وكتب عنه الناس والمتخصصين والباحثين واخضعوا خصوصيته للدراسة لاختلاف حياته،عن بقية الطيور وأنواع الحمام الأخرى.