تخيل أن كلمة – مجرد كلمة – تجعل منك في لحظة إنساناً لا قيمة له ولا معنى ، كلمة تنسفك نسفاً وتجعلك مذبذباً تشعر بغيبوبة الإحباط والقهر المرير . وعندما تصدر هذه الكلمة من شخص محسوب على المجتمع بمكانته الاعتبارية فهي القاصمة لا محالة ولكم تصور هذه المكانة التي تجعل من بعض الأشخاص يجلدون بسياط الكلمات . لا أحد ينكر أنا نعيش في مجتمع تحركه الكلمات دون النظر للإنسانية والقيمة الخُلقية والجهد المبذول المؤدي للنجاح والتي تعد الركائز المهمة والأسس الفاعلة في اعتبارية الإنسان في مجتمعات سبقتنا حضارياً وفكرياً . الكلمة عبر العصور كانت هي الفيصل في الكثير من الأحداث التي كونت تاريخ البشرية ورسمت معالم الحضارة الحديثة بكافة أطيافها علمياً وأدبياً وتاريخياً ... ولكنها باتت في هذا الزمن وسيلة هدم عندما تتفوه بها أفواه لا تفرق بين الحق والباطل ، وقبور تأكل أجساد الغافلين .. فسامح الله الكلمات التي لم تقل لصاحبها دعني ليسلم منك الأشقياء بك . لقد سئمت - و ربما أنتم مثلي – من تلك المقارنة مع الآخر وتمني بعض ما لديه من عمق وبعد في النظر يرتقي بنا كمسلمين صدرنا أعظم ما لدينا في فترة مضت لمشرق الأرض ومغربها .. وها نحن اليوم نقف عاجزين أمام القضاء على السطحية والخزعبلات الوضيعة التي توارثنها كابرا عن كابر من عصور الجهل المظلمة . ها نحن اليوم نتسول من هنا وهناك بعض القيم المعلبة التي لا تلبث أن تندثر لأنها لا تشبهنا.. لنبقى مع السقم المتشبث في عقولنا شفانا الله منه . ومن هنا أقول للذين ظنوا أنهم يملكون الحق في منح الحياة ( لخلق الله ) وسلبها منهم بكلماتهم : رويدكم فالتاريخ كفيل بطمسكم يوما ما وسوف تصبحون مجرد عبرة تمر بكم الأجيال كي (.....) وتنفض غباركم . ختاما سأستعير ما قاله الأستاذ عبدالرحمن الشرقاوي وهو يصف الكلمة بأنها( نور ولكن بعض الكلمات قبور ...) لمحة عابرة : قد تكسر الحجارة والعصي عظامنا لكن الكلمات تكسر قلوبنا .. [email protected]