في عام 1380ه هز خبر اسبوع النظافة – ارجاء المدينةالمنورة كأول حدث يجري من هذا النوع، خرج طلبة المدارس حاملين "المكانس" و"الجرادل" كما شارك في هذا العمل الغريب مديرو الإدارات الحكومية، كان حدثاً مدوياً ان نرى مدير ادارة – ما – ممسكاً بمكنسة وهو ينظف شارعاً امتلأ ببقايا نفايات "الدكاكين" التي كان اصحابها يقذفون بها في عرض الطريق، لقد تحولت شوارع المدينة الى انموذج – للنظافة – والترتيب كان رئيس البلدية يومها على ما اذكر الشيخ صالح الميمان الذي لم تطل مدة العمل له ليعقبه السيد علي حافظ رحمهما الله.. كان الشيخ الميمان يتابع عملية النظافة بكل جد واجتهاد. لقد تحولت – شوارع وميادين – المدينةالمنورة الى حالة من الزهو في النظافة، واستمر ذلك العمل لمدة اسبوع وكان من المؤمل ان يكون هذا – العمل – يتم كل عام لكن لا نعرف لماذا توقف مع اهمية ذلك في ترسيخ النظافة في وجدان المواطن وبالذات في مفهومية ذلك الطالب الذي كان من الاجدى غرس اهمية النظافة لديه هذا اولاً وثانياً – كسر – حدة الشموخ لديه – الذي اعتبره في غير محله لدى من يعتقد ان إمساكه – بالمكنسة – فيه إذلال له وقلة قيمة. بل إفهامه بأن العمل العام ليس فيه شيء من هذا الاحساس بل العكس من ذلك هو دلالة على انه عمل له قيمته. ان فكرة – اسبوع النظافة – لابد من احيائها هذه الايام بعد ان أصبح البعض لا يعطون النظافة اية اهمية، بل ترى البعض يقذف بعلبة "البيبسي" او المناديل من شباك السيارة دون ان يرف له جفن بأن ما عمله سلوك مشين كان لابد من عقابه عليه . ان اسبوعاً للنظافة فيه افهام لهؤلاء بأن للطريق وللرصيف حرمته واحترامه، فهل نفعل ذلك مرة في العام؟.