كالنهر يزداد فيضاً كلما اتجه إلى المصب .. كالنحل يختار أجمل وأفضل الأزهار ليقدم عسلاً شهياً، كالبستان يثمر ألذ وأطعم الفواكه هو الأستاذ / حناس بن سفربن محمد آل حناس إذ لم يتوقف عن العطاء التربوي والفكري والثقافي حتى بعد تقاعده وهذا ديدن المجدين والمثابرين في الحياة . اصدر عدداً من الكتب التربوية والأدبية والثقافية (حقيبة معلم الصفوف الأولية ، مكةالمكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية الأولى ، كتاب مناسبات وطنية ، التميز التربوي في الصفوف الأولية ، الأمن في الوطن ، وطني مملكة الانسانية ، نحن مسؤولون ، خمسون عاماً ذهبية من الانطلاقة الأولى إلى الانجاز العظيم لوزارة المعارف ، التعليم في الباحة ، التربية والمواطنة) وأخيراً كتاب "وتلك الأيام " سيرة ذاتية ونصائح وتجارب تربوية وأسرية الذي أهداه لي قبل أيام قلائل والكتاب يحكي حياته منذ خمسين عاماً من المولد حتى التقاعد و المتفحص لهذه الكتب والمتمعن القراءة في سطوره يلحظ أن المؤلف الصديق حناس الزهراني يركز على ثلاثة جوانب أولاً: الجانب التربوي وهو مجال تخصصه ويكرس على الصفوف الأولية بتقديم رؤى تربوية تنم عن سعة اطلاع ورحيق تجارب . أما الجانب الأهم والذي طرقه بشكل يثير التقدير والإعجاب هو: تعزيز المواطنة الصادقة فقد خصص عدداً من إصدارته عن هذا الشأن الهام مؤكداً الملازمة الضرورية بين العمل التربوي والمواطنة الصادقة، خصوصاً وطننا الغالي الذي ننعم بخيراته ونعيش على ثراه ونستفيد من مكتسباته. أما الجانب الثالث فيتمثل في الرصد الدقيق لمسيرة حياته العملية والعلمية والحياتية مدوناً الكثير من المواقف المضيئة مبيناً فضل الوالدين في محضه بالتربية الصالحة والتوجيه السليم من خلال اكتسابه العادات النبيلة والخلق الطيب وتعزيز التسامح وحب الآخرين وحسن التعامل معهم وغيرها من الخلال الحميدة . وحزنه الكبير لفقدانه شقيقة الشيخ أحمد الحناس يرحمه الله إمام جامع بيضان وأحد المربين الأوائل في منطقة الباحة. من جراء حادث اليم ومفجع لأسرته بل مفجع لأهالي المنطقة بكاملها . وعند اطلاعي على هذا الكتاب دهشت لمنجزه الوظيفي والبحثي والاجتماعي والخيري. ولأنني أعرفه من قرب من خلال المزاملة في عمل واحد الإشراف التربوي بتعليم الباحة لما يزيد عن ثماني سنوات فمن الواجب أن أفصح عن مزاياه العملية فكان جاداً في العمل مثابراً وفير العطاء عالي الهمة وكان جديرا بجائزة التميز في الإشراف التربوي .. وفوق هذا وذاك يتمتع بالتواضع ومحياه نستنطقه من خلال ابتسامته وبشاشته، وتطابق اسمه مع دلالته ومفاهيمه فكلمة حناس تعني في مصادر اللغة الشجاعة بملازمة وسط المعركة، والحنس هم الورعون المتقون . بارك الله في عطائك يا حناس وزادنا من أمثالك عدداً ووفقك في حياتك بعد أن ترجلت عن حصان العمل.