تهدّم هذا الرمز الملتفع بالحب .. تحول الى هتفة يضيع صداها في غياهب الصدأ المرير الذي ملأ الاسماع والقلوب. سنوات طويلة تكوم فيها هذا - الوهم - اتخذ شكل الفراشة .. وبدأ في بهاء القمر .. وعسل الحلوى .. ثم قصفته الظنون .. وأدمته الكلمات فتحول إلى هشاشة قابلة للانشطار ألف .. ألف مرة أتصاعد اللحظة أحاول أن أخاطب الآمال والأحلام .. والحكايات الحلوة التي حسبناها عمراً وتصورناها نبضاً . أحاول أن أتجاسر لأعرف كيف تحولت الابتسامة الى جحيم .. وكيف استبدلت الوردة بالسكين وكيف نامت الأشواق .. وانكسرت الصباحات واصبح الجفاف يدق الحلق بالمرارة والأسى!! كل المواعيد وهم .. وكل الأحلام سراب .. وكل الهتافات كانت فقاعات انداحت حيناً ثم تلاشت!! لا يمكن أن نساوم على المستحيل .. لا يمكن أن نطلب الغد أن يأتي متى نريد .. ولا يمكن أن نفتح النار الى اكذوبة تموت على السعاة في اللحظة. وداعاً أيها الحلم الكاذب .. وداعاً في لحظة البت أن يكون الغدر هو النهاية .. أو يكون الحب بداية ونهاية!! وداعاً أيتها الحكايات المشلوحة على أعتاب الغد الذي كنا ننتظر .. والمستقبل الذي كنا نتطلع .. طارت كل الأحلام لم يبق الا الصبر المشنوق في قبضة النوى.. والقسوة.. يأتي الزمان الحلم من جديد .. ثم يمضي ليصبح الجرح أكبر .. وأعمق .. لتزدهي شجرة الحرمان.. كل العمر .. يا عمر الأشجان!! غشقة كلما غنت العصافير تذكرت إنصاتي الطويل لمواويل الشوق.. فالاشياء الجميلة جديرة بالإنصات. في الصميم أعطني لحظة لأفكر .. لعلك بهذا تمنحني الفرصة لأقول شيئا ثميناً!! هتاف ما تلفت القلب الا وكنت هذا الحضور الدائم في كل الأمكنة والأزمنة!! وقفة مساءات البوح تحرسها النجوم لتكون الأحلى.. والأجمل.. سؤال هل هناك ما يدفعنا لمزيد من الصبر سوى أن مساحة الحب تكبر يوماً بعد يوم؟! ليل الضنا!! أحتاجكِ سيدتي لتكوني هذا القنديل الذي يضيء لي الطريق وسط المسالك العامرة بالعتمة والضباب .. أحتاجك صغيرتي حتى تملئي سلالي بالكرز "والخوخ" والعنب .. فترتسم ألوان قزح على ساعدي.. أحتاجكِ لتكوني معي .. وسط الانواء.. حين يدق الرعد شراييني فأشرب صبري .. وتستبد بي الحيرة. غابت ابتسامتكِ .. فتوارت الشموس .. وأصبح الخوف هو مدينتي .. والهلع هو بيتي..!! اصبحت لا أدري متى تسكب الغمامة مطرها .. ولا كيف يأتي الموال ليشرق الهدوء.. وتنعم الأرض بأعز الخطى! هات .. يداكِ أيتها الأحلام .. دعينا نجرب حظنا في ليل الضنا..!! أحلى الكلام شعر / يحيى السماوي عيناكِ في ليل الهوى نجمتان وفي صباحات المنى ضحكتان جئتِ فغني وترٌ مهمل فأينع اللحن بحقل الأغاني كأنما الربيع حين ازدهى اقام في حفليهما مهرجان واكتحل الليل بغو ريمهما وللندى حولهما غيمتان وجدت نفسي ضائعاً فيهما أبكي بآن .. وأغني بآن!! نحن أقمنا للهوى موطناً فضاؤه وشعبه عاشقان كيف التقينا أين يا حلوتي ضعت أنا وضاع حتى المكان منذ غبت يا صغيرتي مرة تفتح الجرح على الأقحوان وانتحرت مدينة للهوى صغيرتي .. واكتهلت غابتان