يمكن أن نبسط هنا بعض الأسباب والمجالات التي توجب علينا العناية بمهارات التفكير الإبداعي، وذلك على الوجه التالي : 1) نظراً لأهيمة التفكير في حياة الناس؛ فإن الكتاب العزيز جاء حافلاً بالآيات التي تحث المسلمين على تقليب النظر في ملكوت السموات والأرض، ليستدلوا بذلك على وجود الخالق المبدع، كما حثهم على النظر في أحوال البشر وبدايات خلق الأشياء وتحريك عقولهم بقياس أحوالهم على أحوال من سبقهم من الأمم حتى لا يعرضوا انفسهم لمثل ما تعرضوا له ومن عقاب وتدمير، وأمرهم باكتشاف السنن العليا التي تحكم حركة الإنسان والكون حتى يختصروا الجهد والوقت، ويجنّبوا أنفسهم التصادم معها، ولعلنا نستعرض بعض تلك الآيات لننعم بقبس من نورها: أ- في مجال التوحيد والدلالة على خالق هذا الكون يقول -جل وعلا: ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف اليل والنهار لأيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سُبحانك فقنا عذاب النار" آل عمران : 190-191 ويقول سبحانه وتعالى - حاكياً حياة عالم النحل المدهش ومعبراً عن دلالة دقة تنظيمه على وجود بارئه : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون* ثم كلى من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفآء للناس إن في ذلك لأية لقوم يتفكرون) النحل : 68و69 ب- ويذكر القرآن الكريم أن من أهم ما يهدف إليه حث العقل الإنساني على التفكير والتدبر، فيقول سبحانه : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" النحل: 44. ويقول تبارك أسماؤه : ( كِتاب أنزلناه إليّك مبارك لِيدبروا أياته وليتذكر أوْلوا الألباب) ص: 29. ج- ويذكر لنا القرآن الكريم أن القصص الذي احتل مساحة واسعة منه يهدف إلى إثارة النظر والفكر حتى يستخلص العبر الهادية للناس في مسيرة الحياة فيقول . سبحانه : (فأقصصِ القصص لعلهم يتفكرون" الأعراف : 176 ** قبسة: السنون تعلم أكثر مما تعرف الأيام. "أمرسون" مكةالمكرمة : ص.ب : 233 ناسوخ : 5733335