رضية احسان الله صحفية وقصصية وكاتبة ومناضلة مشاركة في تاريخ اليمن منذ مطلع الخمسينات. يبلغ عمرها اليوم سبعة وسبعين عاما ولا تزال تكتب بنشاط وتوثق القضايا التي تعتقد بأهميتها في تاريخ اليمن المعاصر.تاريخ الحركة النسوية في اليمن يلزم بالوقوف أمام الدور الذي لعبته في بداياتها. حيث كان للتربية المتزنة داخل بيتها بين شقيقاتها واشقائها دور في الشعور بالثقة في النفس والمبادرة في فعل الخير والنشاط في إطار المجال العام. وربما كان للأم السعودية دور في صقل الشخصية التي تطورت بها نفسية البنت، لكننا لا نجد ذلك مكتوباً في مذكرات رضية بقدر ما يطل الأب الذي قضى فترة من تاريخ حياته نشطاً في العمل في المملكة قبل ان ينتقل ليعمل ضمن الكادر البريطاني في مدينة عدن المستعمرة في ذلك الحين.وكان للاسثمار الذي قام به والدها بإنشاء فندق اشتهر باسم فندق احسان أثر مهم في تاريخ الحركة الوطنية في عموم اليمن. هذا الفندق صار موقعاً رافداً لحركة النضال ضد الاستعمار البريطاني يلجأ اليه كل الهاربين من سلطة الامام في الشمال أو مطاردة البريطانيين في الجنوب.ولأن الثورات تأكل أولا ابناءها فقد تعرض هذا الفندق للتأميم وتراكمت طرق السيطرة على المبنى فلم يعد لأهله ولا بقيت حقوقهم. ** الأعوام الكاشفة: قام ملتقى الرقي والتقدم بمناسبة ذكرى تأسيسه وكنشاط دوري يقوم به كل عام بإحياء ذكرى الثامن من مارس عن طريق تكريم شخصية العام، بتكريم رضية احسان الله هذه المرة. وفوجئ الناس بأنها لا تزال على قيد الحياة. فتوجهها نحو كتابة الكتب التي نادرا ما تجد من ينشرها وقلة القراء للكتابات الجادة وخاصة الدينية التأملية منها جعل المتابعة لأخبارها قليلة. والجميع دون استثناء لا ينكر دورها الريادي في الخمسينات في قيادة المظاهرات ضد الاستعمار وفي قيادة النساء للاعتصام في مبنى الاتحاد التشريعي الرجالي لإجبار الانجليز على إطلاق سراح قادة الثورة الرجال المعتقلين. كما يذكرون محاكمة الانجليز لها وسجنها لمدة شهرين لم تخرج منه الا لأسباب انسانية نتيجة اعتلال صحتها لإضرابها عن الطعام.وتخرج من السجن لتتحرك مع خمسة وعشرين فتاة الى تعز وصنعاء والحديدة للتهنئة بالتغيير، وتنشيط حركة النساء هناك. وبعد الاستقلال يظل وقوفها مع ما تراه حق مصدر خلاف وبداية جفاء يخشى الكثير شهادتها التاريخية عنهم. حزبيون غيروا جلدهم ينكرون شهادة رضية عن مواقفهم، ورجال سقطوا في درب المصالح بينما ظل صوت رضية أميناً مع نفسها وصادقاً مع تعتقده، وذلك ما لا يحب سماعه الكثير. فتناسوا وجودها ليعيدها التكريم من عمق الذاكرة الى واجهة الحقائق الكاشفة، ليتطلع جيل جديد الى رؤية تاريخية مغايرة. [email protected]