* قال: لقد وقعت في معضلة ليس لها حل. قلت: ليس هناك معضلة ليس لها حل، فبالحكمة والتدبر تحل المشاكل.. ولكنك تقسو على نفسك وتجور.. فلا تكبر الأمور.. وتصنع من الحبة قبة! وما كنت لأقحم نفسي في مشاكلك حتى رأيت مصابيحك بدأت تنطفئ، وابتسامتك أخذت تختفي.. فأشفقت عليك، وجئت مسرعاً إليك! إنني أنكر ما تقول فالحكيم من يتلمس من الحلول، ما يستأنس منها الفائدة بالفعل والقول.. حينئذ تتضح الرؤية، ويصبح الصعب أمامه ذلولاً! * يا صاح.. مالك وأوهام سلكت بها دربك، فأرهقت نفسك وقلبك.. وحملت الهم على رأسك، بل وجعلته رداءك وثوبك.. إنك يا أخي تنساق إلى الأوهام .. وهذا عيبك! انظر حولك تجد العقلاء من الأنام حقيقة للمجد يسعون .. وللوداد يرعون.. وعن زلات اخوانهم يصفحون.. إن الرؤى النضرة مضمدة للجراح.. تبعث في النفس الانشراح، فكن متفائلاً كطير غرد بأعذب الألحان.. فذاك الجدول الفضفاض يبعث الحياة في الحدائق والرياض. * قال: حسبك من نصيحة .. فكل يصنع ويعمل ما يمليه عليه تفكيره وليس بالكلام والأغاني يحلق الفكر الطموح وتسطر الأماني! قلت: دع اليأس والتشاؤم .. فما أجمل الأمل يشرق في النفس فيبدد ظلام اليأس والألم. *قال: يا صاحبي.. يظهر أنك أثرت في كلامك.. لقد ضمدت جرحي بعد يأس .. فجعلت من بكائي تغريدا وأضحى يأسي أملاً جديداً. قلت: عفواً يا صاح، فلست ممن يضمدون الجراح!! *قال: لقد كنت فعلاً طبيباً لجراحي .. وحولت أحزاني إلى بشرى تملأ جوانحي. قلت: إن كنت تراني كما تقول فسأسارع إلى افتتاح عيادة نفسية! *قال: هل كنت في نظرك مضطرباً نفسيّاً؟ قلت: لقد قلتها بلسانك!!