قبل أعوام لست أذكر عددها قمت والأستاذ عبدالله أبو السمح بجولة شملت المزارع القائمة على الطريق المؤدي لبحيرة الصرف الصحي شرق جدة، وقد هالنا عند وصولنا إليها كثرة عدد الوايتات التي تقصدها لإلقاء ما تحمله من مياه غير عطرة في البحيرة التي أسماها فيما كتب لاحقاً الأستاذ أبو السمح «بحيرة المسك» في الوقت الذي كتبت عن خطر توريد منتوجات تلك المزارع للحلقة وتسويقها على الناس في حين غفلة من المسؤولين. ومرت الأيام .. ودارت الأعوام وكانت الفاجعة ما قرأته بجريدة المدينة عدد يوم الاثنين 27/12/1430ه وقد جاء فيه: «رصدت «المدينة» في جولتها على منطقة شرق الخط السريع وبالتحديد في الطريق المؤدي لبحيرة الصرف الصحي تسابق وايتات الصرف الصحي في الدخول إلى المزارع الموجودة على يمين الطريق ويساره، والتقطت عدسة المدينة صورة للوايتات التي تقوم بالصب في حوض كبير تمتد منه خراطيم لري المزروعات في تلك المزارع، مع أن أغلبها مزارع للورود والخضروات والفواكه، وأرجع مالك الوايتات ولد جابر سبب ذلك بقوله إنه يقوم بهذه المهمة لقاء مبالغ مجزية يتقاضاها من مالك المزرعة لأن ماء الصرف الصحي أفضل للمزروعات من الماء العادي، وعن معرفته بمنع هذا الأمر قال: هذه المرة الأولى التي أقوم فيها بالرمي هناك، وقد طلبني مالك المزرعة شخصياً، أما أرتوباتون فقال: إن الرمي في المزارع أفضل من التوقف لساعات أمام محطات التنقية للرمي فيها». كلام خطير لما ينتج عنه من أضرار على الصحة العامة بما ينشره من أمراض يتعرض لها متعاطو منتجات تلك المزارع من الخضار والفواكه التي يتم تسويقها في الحلقة وفي الأسواق العامة والتجارية. يؤكد ذلك طبيب الأمراض الباطنية عمر عبدالعال عطية الذي قال في ما نشرته «المدينة» تعليقاً على الخبر الذي نشرته عن منتجات المزارع إياها: «إن التلوث بمياه المجاري يعتبر من أنواع التلوث الميكروبي أو الكيميائي للمياه ومن أكثر الملوثات ضررا على صحة الإنسان، ولكن مياه الصرف الصحي تزيد على ذلك باحتوائها على الصابون والمنظفات الصناعية وربما المبيدات الحشرية، وحددت الأبحاث العلمية 60 ألف نوع من الملوثات في تلك المياه تتراوح كمياتها وخطورتها من مواد محرم استخدامها مثل الديوكسين إلى مواد يمكن أن يتحملها الجسم السليم، وقال: ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مياه الصرف الصحي إذا لم تعالج جيداً فإنها تسبب أمراضاً خطيرة للإنسان وخاصة إذا تسربت لمياه الشرب، إن مياه الصرف الصحي بها أعداد هائلة من الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات وبذلك تنقل العديد من الأمراض مثل الكوليرا والتيفود وشلل الأطفال. ويعتبر التلوث الميكروبي للمياه السبب في انتشار وباء السالمونيلا والالتهاب الكبدي». بعد هذا يحق لي ولكل مواطن السؤال عن الجهة المسؤولة عن مراقبة الأسواق وهل ثمة إجراء وقائي بمنع المزارعين أو القائمين على تلك المزارع والاستراحات من تسويق منتجاتها في الحلقة والأسواق لحماية الناس من كل هذه الأمراض؟! فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة