* أنا وصاحبي نختلف حول أتفه الأسباب، ونتفق حول أتفهها أيضا، ولكننا نعود سريعا للاتفاق ، انا لا اعرف كيف اختلفنا حول سببب تافه، كما لا أعرف كيف اتفقنا على سبب تافه، وهو لا يعرف ايضا لماذا اختلف معي حول سبب تافه ولماذا اتفق معي ايضا على سبب تافه وكما ضاقت عيوننا عند الاختلاف اتسعت نفوسنا عن الاتفاق، وتحولنا الى طفلين صغيرين بريئين تعلو الابتسامة وجوهنا، وتفترش البهجة قلوبنا. له أسلوب في الغضب جدير بالتسجيل فهو إذا غضب ارتفعت شفتاه لتصلا الى أنفه، وانتفخ أنفه ليصل إلى عينيه، ولي اسلوب في الغضب جدير بالتسجيل أيضا فأنا اذا غضبت اخذ شكلي صورة قارئي النشرة الجوية في مواسم الصيف، ومواسم الامطار فلا تعرف إذا كنت أتكلم من فمي، أم من أنفي، أم من رأسي. غضبه قصير مثل غضب اعضاء الفريق المهزوم، سرعان ما ينسون هزيمتهم بعد سلسلة من التبريرات غير المقنعة لأنصارهم ، ومشجعيهم وغضبي له أجنحة تطير مثل غضب رجال المال حين تفلت من أيديهم صفقة فلا يتسامحون بسهولة مع من خطف منهم الصفقة، وفي لحظات البراءة نتبادل معا المناقشات حول غضبه، وغضبي فأكسب أنا الجولة رغم انه أحق بأن يكسبها هو.. وبعد زوال الغضب يتحسرّ هو على الفرص الضائعة وأتحسر أنا على الصفقات الخاسرة ونضحك قليلا ثم نلوذ بالصمت..! والصمت يعيدنا للكلام، والكلام يعيدنا للحوار، والحوار يعيدنا للغضب المفاجئ فنختلف حول أتفه الاسباب، ويطول حديثنا او يقصر حول هذه الاسباب ، ويتحرك غضبنا تجاه بعضنا البعض ،غضبه يسكن شفتيه، وغضبي يسكن أطرافي، ونتبادل الحديث، والحوار والنقاش لأجد أنني أنا الذي استسلم قبله، وأنا الذي أنهزم أمامه رغم قدرتي على الحديث والحوار، والنقاش ، لكن حركة شفتيه المتواصلة مثل ماكانة كهربائية تجعله يهزمني، وتجعلني استسلم في منتصف الطريق فأجد نفسي - بعد الاستسلام - وقد غلبني الضحك القهري، والضحك القهري نوع من الهزيمة النكراء!! وليست هذه تفاصيل علاقتنا فهناك الكثير مما يحتاج إلى وقت، وإلى جهد لسرده، وروايته ، وتسجيله ولكن الوقت يبدو سريعا في حركته عندما أحاول أنا من جانبي تسجيل المزيد من هذه التفاصيل، وتقديمها كنماذج بشرية تمتلئ بمثلها الحياة، وقد اخترت مايسمح به الوقت حاليا، وراعيت ظروف صاحبي، وعلاقتي الطيبة به حتى اشعار آخر .. " وهذا ليس تهديداً لصاحبي فمن حسن الحظ أن صاحبي لا يهتم للورق المكتوب، ولا يلتفت للسطور المنشورة ولديه مايشغله عن ذلك ".