الغفوات المتكررة * أنا شاب ابلغ من العمر 31 عاما ،غير متزوج ، وأعاني من حالة ( لا اعرف في الحقيقة بم تسمى) ولكن سأحاول قدر الإمكان وصفها لك. اعاني يا دكتور من حالة الغفوات المتكررة التي قد لا تتعدى الثواني مع الشعور الدائم بالنوم خصوصا اثناء العمل اليومي كما يغلب عليّ الغفوات المتكررة والنعاس حتى اثناء القيادة -حتى كاد ان يسبب لي بعض الحوادث المرورية - والاماكن العامة مما سبب لي الإحراج ونظرة من قبل رؤسائي في العمل بذلك الشخص غير المهتم بعمله. توقعت ان يكون التدخين احد المسببات لذلك ، والحمد لله تعالى استطعت تركه حتى الان لمدة عامين ولكن استمرت نفس المشكلة، قمت بعمل الحجامة ولكن بدون اي نتيجة تذكر .... أتمنى من الله تعالى ثم منكم يا دكتور مساعدتي في هذا الموضوع الذي كما قلت سبب لي الاحراج بشكل كبير ولا اخفيك تعرضت البارحة لحادث سير بسيط ( احمد الله واشكره حيث كان حادثا بسيطا ) بسبب مشكلة تلك الغفوات او النوم لفترات بسيطة. - لزيادة النعاس أثناء النهار أسباب كثيرة أهمها هو عدم الحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل، وهو سبب شائع يتعلق بنمط حياة الشخص وظروف عمله، ولن نتطرق لهذا السبب في حديثنا هنا؛ حيث إن تعديل نمط الحياة يؤدي عادة إلى زوال المشكلة. ولكن هناك عددًا من اضطرابات النوم العضوية التي تسبب زيادة النعاس والتي يمكن تشخيصها تشخيصًا دقيقًا وعلاجها والحصول على نتائج جيدة إذا حضر المصاب إلى الطبيب المختص في وقت مبكر. أتوقع أنك تعاني من مرض النوم القهري ولكن نحتاج معلومات أكثر. النوم القهري له الأعراض التالية: الشلل المفاجئ أثناء اليقظة:وهذا العرض هو العرض المميز للنوم القهري. وخلاله يحدث شلل أو ضعف في عضلات الجسم كلها أو بعضها كأن يكون هناك ضعف في عضلات مفصل الركبتين أوعضلات العنق التي تحمل الرأس أو عضلات الفك السفلي أو عضلات الذراعين أو عضلات التحدث مما يجعل الكلام غير واضح، وفي بعض الحالات يكون هناك شلل كامل في الجسم، وقد يسقط المريض على الأرض ويظهر وكأنه مغمى عليه ولكنه في واقع الأمر في كامل وعيه. وعادة ما يكون هذا الضعف للحظات قليلة ولكنه في بعض الحالات قد يستمر لدقائق. وعادة ما تبدأ نوبات الشلل أو الضعف في المواقف العاطفية المفاجئة كالانفعال والغضب أو السرور والضحك. شلل النوم:وهو عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه عند بداية النوم أو عند الاستيقاظ. وتستغرق أعراض شلل النوم من ثوانٍ إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحدٌ المريض أو عند حدوث ضجيج. الهلوسة التي تسبق النوم:وهي أحلام تشبه الحقيقة تحدث عند بداية النوم ويصعب أحيانًا تفريقها عن الواقع. وتوصف بالهلوسة وتكون في بعض الحالات مخيفة. وما يميز هذه الأحلام أنها تحدث عند بداية النوم، في حين أن الأشخاص الطبيعيين يبدأون الأحلام بعد ساعة إلى ساعة ونصف من بدء النوم. ولكن لابد من استبعاد مرض شائع آخر يسبب زيادة النعاس ويصيب 25% من السعوديين المصابين بالنوم القهري وهو اضطراب توقف التنفس أثناء النوم والذي من أعراضه: زيادة النعاس أثناء النهار أو كثرة الخمول والتعب، والشخير، التوقف عن التنفس أثناء النوم، الشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ. والمرضى المصابون بتلك الأعراض هم عادة من الذكور المتوسطي العمر الذين يعانون من الوزن الزائد (السمنة)، ولكن هذا الاضطراب قد يصيب أشخاصًا من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وحتى أصحاب الأوزان الطبيعية. وبعض المرضى قد يكون لديهم مشكلات غير طبيعية في الأنف أو الحلق أو أي جزء من مجرى الهواء العلوي. ويُعتبر إجراء دراسة النوم أساسيًا للمرضى المصابين بزيادة النعاس نظرا إلى تعدد أسباب زيادة النعاس أثناء النهار. وتجرى دراسة النوم في الليل حيث يقضي المريض ليلة واحدة في غرفة خاصة بها كل المستلزمات من تلفاز ودورة مياه وغيره، ويتم المحافظة على خصوصية المريض التامة خلال الدراسة. وأثناء الدراسة يتم مراقبة العديد من الوظائف الفيزيولوجية في الجسم، حيث يتم مراقبة المؤشرات التالية: الموجات الكهربائية في الدماغ، حركات العضلات، التنفس من خلال الفم وفتحتي الأنف، الشخير، معدل وانتظام دقات القلب، حركات الساقين، حركات الصدر والحجاب الحاجز، معدل الأكسجين في الدم ومعدل طرد ثاني أكسيد الكربون من الجسم. ولمراقبة هذه الوظائف، نضع بعض الأقراص المعدنية على الرأس والجلد باستخدام نوع من المواد اللاصقة، إضافة إلى أحزمة مطاطية مرنة توضع حول البطن والصدر لمراقبة التنفس. وسوف يثبت أنبوب صغير من البلاستيك بالقرب من الفم والأنف لمراقبة التنفس. أما مستوى الأكسجين فيتم قياسه من خلال مشبك مثبت على الأصابع. أما إذا كان هناك اشتباه في إصابة المريض باضطراب النوم القهري فإن الأمر يتطلب إجراء اختبار نوم آخر كجزء من تقييم النوم، يدعى هذا الاختبار: اختبار احتمالات النوم خلال النهار (MSLT). ولإجراء هذا الاختبار فإن على المريض البقاء في مركز اضطرابات النوم معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم. وخلال هذا الاختبار يسمح للمريض بالحصول على عدة غفوات وفق معايير محددة. الجميل في الأمر أنه يمكن وبفاعلية علاج أكثر أسباب زيادة النعاس حيث انها أكثرها عضوي ويستجيب للعلاج.