* إن العقل البشري فضولي بطبعه يدس أنفه ويدفعه حب الاستطلاع إلى معرفة بعض الزوايا التي يحجب عنها صاحبها الضوء، بل بعضهم يجد المتعة الحقيقية في كشف المستور من الاشياء التي تراود خيال مرهفي الحس فتراهم يتساءلون في عجب: ماذا يصنع هذا؟ وماذا يفعل ذاك؟ بحر من الاسئلة قد تجد المقنع من الإجابة، وقد لا تجد. * وهذا غير حب المعرفة المتأصل في النفس البشرية الذي ينمو بنمو التقدم الإنساني جاعلا عقل الإنسان الفنان والمفكر دائما متعطشاً إلى المعرفة، مستخدما كل مواهبه ومداركه الحسية في خلق مناخ جمالي في لوحات فنية تنطق بالرواء أو بحث ضاف أو أبيات شعرية خالدة غاية في الجمال والإبداع. * أما القيم الفلسفية فهي ذروة الحس المرهف وتنبع من معين داخلي كله صدق وإحساس، ومما لا شك فيه أن هذه الأعمال تساعد على التأمل والتعليم لأنها تحمل في طياتها قيم الجمال والخير والفضيلة والحب التي تستعصي على كل عابث لتجريدها من كل علاقة إنسانية.