المذيعة "سميرة المدني" التي تطالعنا أول الأسبوع السبت والأحد وأحياناً يوم الاثنين في (صباح السعودية) تعكس بلا شك حاضر المرأة السعودية الآن الذي أخذ سمة حضارية بعد إثبات الذات الممزوج بالتحدي والاصرار لتشاكس الواقع بملامح مليئة بالذكاء متخطية محطات المعوقات التي تواجهها لتنطلق كبركان إبداعي.. وعندما نتابع حواراتها مع ضيوفها تعرف كيف عرفت تشكيل الجانب الانفعالي لديها لتحوله إلى غابة من الأسئلة بابتسامة جميلة..أما أناقتها فهي غلاف ملون مشع يبعث الأمل في الصباح لتقدم اطروحة من الخطوط الراقية تعكس قالباً ثقافياً متفرداً يميزها دون غيرها. هي نموذج للمرأة في مجتمعنا لا تقل قدرة وتفتحاً عن المرأة في اكثر دول العالم رقياً وتحضراً. وفي منتصف القرن الماضي كان يروق للأدباء الهجوم الشرس على المرأة ليحصلوا على لقب عدو المرأة وهم في الواقع متيمون بحب المرأة ولكنهم أرادوا أن يغالطوا مشاعرهم من أجل إثارتها ولفت نظرها وهم في الواقع غارقون في عشقها فالعقاد في كتابه "هذه الشجرة" وصف المرأة بأنها مخلوق حسي لا يرتقي للسمو الانساني وفي كتابه "الانسان الثاني" اعتبرها رقم (2) في كل شيء وأنها مجرد ظل وكان عدو المرأة رقم (1) في القرن العشرين وكذلك توفيق الحكيم ثم أنيس منصور هؤلاء المبدعون حملوا اللقب المثير عدو المرأة والذين عرفوهم عن قرب كشفوا عجزهم عن فهم المرأة فانقلبوا عليها.. أما إحسان عبدالقدوس فقد اعتبرها محوراً اساسياً لأدبه ورواياته وتعمق في تحليلها وفي مواقفها التي تعكس شفافيتها وإنسانيتها.. أما نزار قباني فعلاقته بالمرأة في قصائده وأدبه حدث ولا حرج مفرداته اكتسبت شهرة عربية واسعة قد نتفق عليها أو نختلف ولكنها في النهاية تمثل خزمة من الإبداع لا يربطها سوى أن المرأة مخلوق رائع. "سميرة المدني" انني أحييك وعليك ألا تنظري إلى الوراء لأن الانفعاليين والحاقدين حين يقذفون القمم بالحجارة ترتد إليهم. Email:[email protected]