آنستكم الرحمة اعتدنا في جدة ذكر هذا المصطلح عند هطول الأمطار كنوع من المباركة المتبادلة ضمنياً بين الناس ولكن لم اسمع هذه الكلمة نهائياً والمطر يهطل بغزارة هذه المرة بل على العكس عشرات من رسائل الجوال التي تحمل أدعية واستغفار ودعوة أركب معنا في حملة المستغفرين (ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) وحرت في أمري وأنا عائدة لبيتي وانعدام الرؤية المؤقت يرفع درجة التوتر من عميان القلوب اللذين كادوا أن يصطدموا بنا وما أكثرهم في عروس بحر القلزم ( نسينا موضوع عروس البحر الأحمر حتى إشعار آخر). اليوم بعد أن مرت ذروة التجربة ولازلنا نصلح في الأخطاء المتراكمة منذ ثلاثين عاما .. اليوم ونحن متلهفون على معرفة نتائج تحقيق اللجنة وعندنا أمل كبير في قدر من الشفافية يطبطب على الجراح أن من تسبب في هدم وقتل وتدمير كل هذه المساحة الشاسعة سوف يعاقب وأن لا أحد فوق القانون. اليوم وعلى رأس الذين يستحقون الشكر والتقدير الكاملين جمعيتا جدة الخيرية والفيصلية ونساء جدة المتطوعات للعمل تحت مظلتهن . لقد كنت قريبة جداً من رحى الأحداث ورأيت بعيني وسمعت بأذني كيف تمكنت هؤلاء النسوة من اقتحام الأماكن التي غمرتها السيول وكيف ساهمن بجهد جبار في مد يد العون لمعظم الأسر المنكوبة . خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله قدم مكرمته بإيواء النازحين ودفع تعويضاً مليون ريال عن القتيل وتكفلت الدولة بمصاريف المتضررين في عدد من إحياء جدة أمثال قويزة وغليل والمصفاة ومدائن آل فهد وحي الجامعة وغيرها. ما أعقب ذلك من قصص وأحداث لا يمكن أن تتخيل أنها تحدث في المملكة وفي مدينة جدة هناك مواطنون تمنوا لو فقدوا أحد أفرادهم حتى يحصلوا على تعويض المليون ريال وهناك آخرون كانوا يملكون منازل شعبية في هذه المناطق مؤجرة لبعض المقيمين بمجرد أن طمرها السيل انتقلوا للإقامة بها حتى يحصلوا على تعويض مالي وهناك آخرون يجاهدون بالرشاوى والإقناع حتى تسجل أسماؤهم ضمن كشوفات السكان المتضررين والمستحقين للمساعدة . ولازالت عواطفنا تتداعى أمام الأحداث الدامية التي وقعت موتاً ودماراً وخراب بيوت وينهض من بين هذا الرماد طفيليات تريد التكسب من لعق الجراح أنها أموال الغلابة ، أنه مال أم لو أعطيت مال العالم لن يكفيها أنها شاهدت غرق زوجها وخمسة من أبنائها ونجت بمفردها لتموت في اليوم ألف مرة.أنه مال الأب الذي كان في عمله ورجع بعد الكارثة ليجد لا حياة في بيت غرق سكانه عن بكرة أبيهم أنه مال الطفلة التي لم تبلغ الرابعة وكانت تلعب أمام بيتهم فجرفها السيل دون أن تلحقها يد أب أو يضمها حضن أم. إنه المال العام الذي خصصه خادم الحرمين للمساهمة في إعالة المنكوبين والمتضررين، فتعاملوا مع الوضع بتحضر ومخافة الله واتقاء شر يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ولكم فيما حدث من قلة مخافة الله في مدينة جدة الغالية ألف عبرة وألف عظة والله متم نوره. ** وردة.. زحام ولوعة واشتياق يختصم في فمي الكلام كم افتقدك يهجرني بعدها الكلام .