ان اجتماع قادة الخليج في الكويت يعني ذلك إصرار هؤلاء القادة على تأكيد "اللحمة" الخليجية فهم يصنعون أملاً لا يموت في النفوس ورجاءً لا تعصف به كل هذه الاحوال التي يعيشها الانسان العربي في مشرقه ومغربه. يأتي هذا اللقاء حاملاً تباشير صبح طال انتظاره في الاصطفاف العربي نحو موقف عربي واحد نعرف بأن وحدة الموقف الخليجي "بذرته الاولى"، فهذه الهزات التي تعيشها امتنا تجعل "الحليم" حيران في أحايين كثيرة، فهذه الاوضاع في العراق والتي لاتزال تشكل إزعاجاً للعالم العربي وهذا العبث الذي يجري على حدود بلادنا الجنوبية يشكل – اللعب – بالنار ان هو لا ينتهي ويرعوي اولئك الذين انساقوا خلف اوهامهم، او تلك العلاقة المشوبة بغيمة بين بلدين كبيرين حبيبين من اجل "كرة" تركلها الاقدام حتى بدت كأنها تكاد "تركل" كل عربي، ان ابناء الخليج يحملون اليوم على اعناقهم مهمة مداواة هذه الجراح بما هو متوفر لديها من نظرة بعيدة نحو المستقبل الذي لا يمكن الاطمئنان عليه الا بتواجد روح التعاون وإفشاء قيمة السلام. بهذا يدرك المواطن العربي وهو يشاهد قادة الخليج في اجتماعهم الدوري بان هناك قادة لديهم مفاتيح الابواب المغلقة في العلاقات العربية العربية، ان هذه الحالة التي عليها العالم العربي في معظمه هي التي ساعدت في هذا الشتات. لهذا عندما يأتي قادة "الخليج" ليتدارسوا وضع دولهم فإنهم يضعون ايديهم على مكمن الألم ولذلك فهم قادرون على صنع مستقبل مستقر وفاعل ومتفاعل مع ما يشعر به رجل الشارع من آمال وطموحات.