* إننا نخضع لمنطق الحياة، وضروراتها، وبذلك لا نخرج عن كوننا مخلوقات طبيعية، ولكن ا الواقع أن الإنسان لا يصل إلى مرحلة إنسانية إلا بعد أن ينتقل من ذاتيته تاركا خلفه كل ما يشوهها ويسمو بها الى مراتب الشرف والفضيلة ومن تلك الآثار التي ابتدعها لنفسه والمتعلقة بالوسائل المصطنعة وألبسها ثوبا غير ثوبه الحقيقي. * فهؤلاء الأصناف من الناس ابتدعوا هذه البدع ليصلوا الى سد حاجتهم للتفاهم من أجل أداء ا ا لأعمال حتى اصبحت هذه الظاهرة لتجاربهم في انتاجهم الفكري وبذلك تعقدت حياتهم البشرية فنشأت لديهم الحاجة الى اختراع الكلام المعسول لإشباع مطالبهم المادية، واستعاضوا عنه بأساليب لمبادلة الأفكار فتاهوا في دياجير غرائزهم. * ولو أننا نظرنا إلى الدلالة الأخلاقية لدى الأخلاقيين في المجتمعات لوجدنا أنهم حققوا المظهر الخارجي التصاعدي لأفكارهم التي فرضوها باحترام الجميع لهم فليس تقدمهم الأخلاقي سوى مظهر لذلك النشاط الفكري الذي يقومون به تجاه الآخرين من حب لهم وعطف واستحسان في سبيل ارتقاء القيم التي تدل على اخلاقيات الافراد في المجتمعات.