سعدت كثيراً بقراءة إصدار وثائقي عن آل مبيريك وتاريخهم، لمؤلفه الأستاذ عبدالله ماهر بن مبيريك الغانمي بعنوان (آل مبيريك شيوخ وأمراء رابغ) وقد تفضل مشكورا بإهدائي نسخة أعتز بها، والكتاب اعتبره مؤلفه الشاب طرفا من تاريخ رابغ في إشارة إلى جزء ثانٍ يستعد له، وقد تناول في هذا الإصدار القيم تاريخ هذه العائلة العريقة التي لها مع الوطن وولاة الأمر قصة حب وانتماء وولاء بمواقف مشرفة، وقدم للكتاب الأستاذ فائز بن موسى البدراني الحربي والذي أشار إلى أهميته وتميز مؤلفه بروح البحث التأريخي. وهذا الكتاب وما احتواه من وثائق قيمة، يقول عنه المؤلف إنه يأتي استجابة لعدة محفزات ودوافع إيجابية ضاغطة بدأت منذ الصغر، وتمثلت في تكرار سيرة كل من الشيخين حسين وإسماعيل آل مبيريك، وارتباط الأول بالقوة والشجاعة والثاني بالسياسة والدهاء، والمواقف المشرفة للشيخ إسماعيل مع الملك عبدالعزيز رحمه الله. لذا نقدر للمؤلف الأستاذ عبدالله ماهر بن مبيريك إخلاصه في مهمته الشاقة في البحث والتنسيق لحجم هائل من الوثائق والصور والروايات في نحو 50 مصدرا تاريخيا ومكتبات ومخطوطات وما كتبه المؤرخون السعوديون وغيرهم والرحالة عن تاريخ رابغ وآل مبيريك، مما حدا بالمؤلف إلى التعاقد مع عدة مراكز للدراسات والترجمة والنشر في كل من تركيا وبريطانيا ومصر ولبنان وتكرار رحلات مكوكية إليها للحصول على الوثائق. إن هذا الإصدار الوثائقي يستهوي قارئه بشعور المتعة والنهم. وقد بدأ الباب الأول بمعنى رابغ ووصفها قديماً كما ورد في معجم البلدان أن الرابغ هو (الذي يقيم على أمر ممكن له) أو يعني (العيش الناعم) ثم يتناول تاريخ رابغ القديم والحديث. وبالتفصيل يروي بالوثائق نسب آل مبيريك وإمارتهم لرابغ، وشخصية حسين بن مبيريك وشجاعته، ومن بعده الشيخ إسماعيل آل مبيريك وصفاته وعناصر قوته ودهائه. ويتوقف المؤلف عند مرحلة مهمة وهي الزيارة التاريخية لجلالة المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى - رابغ عندما خرج كل الأهالي لاستقباله وفي طليعتهم عدد من الفرسان، والأهالي ينشدون أناشيدهم الحماسية عن الملك المؤسس رحمه الله، ولعهده الميمون وما حصلوا عليه من الأمن والراحة وسعة الرزق، وانقراض زمن الظلم، ومنذ دخول جلالته القرية إلى أن حل ترحاله في بيت إسماعيل آل مبيريك. وأعيان البلاد وفي مقدمتهم الشيخ إسماعيل، وهم على لسان واحد يقولون "أهلا وسهلا ومرحبا بمن أنقذنا، نحن عتقاؤك يا جلالة الملك". ويوثق التاريخ ما شهد به خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من اعتزاز الملك المؤسس بمواقف بن مبيريك عندما قال عنه: "هذا أخي ويجلس بجانبي". ويواصل المؤلف الأستاذ عبدالله ماهر بن مبيريك الغانمي الحديث عن نهضة رابغ الحديثة في ازدياد في العهد السعودي الزاهر وإلى اليوم ضمن مسيرة التطور في بلادنا، حيث تناول جوانب مهمة من سيرة أمراء ومحافظي رابغ المعاصرين وهم الشيخ سالم بن إسماعيل بن مبيريك، والشيخ قابل بن سالم بن إسماعيل مبيريك، والشيخ محمد بركة بن إسماعيل مبيريك، حتى محافظها الحالي الشيخ طه بن عمر بن إسماعيل مبيريك، وما يتمتع به من سمات وصفات حميدة وسجل مشرف وحافل في خدمة وطنه ومليكه وخدمة وتنمية رابغ، وكفاءته العلمية والإدارية وشخصيته المرموقة وعضويته في مجلس المنطقة ومجلس الشورى قبل تعيينه محافظاً لرابغ كذلك تثبيت الشيخ أيمن بن محمد بركة بن إسماعيل مبيريك وكيلاً لمحافظة رابغ. إن هذا الكتاب الوثائقي المهم يستحق التقدير ويستحق القراءة ويستحق أن يكون له مكان وسط الإصدارات القيمة. حكمة: إذا صحت القلوب، غُفرت الذنوب للتواصل 6930973 02