** هناك موظف تدخل عليه مكتبه فلا تشعر بأن هذا الذي أمامك ولأسلوبه المهذب الراقي يمكن أن يفعل الأفاعيل بجرة قلم أو بإشارة من يده أو عينيه أو همسة بسيطة. لا تجد أنت كمراجع له في نفسك إلا مزيدا من الاحترام والتقدير والحب. والاحترام لسلوك الرجل فيه والتقدير لجهده وفهمه لطبيعة المركز الذي يحتله والحب لكل الصفات التي هو عليها سواء كان داخل غرفة مكتبه أو خارجها. وهناك موظف صغير الشأن قليل المسؤولية بسيط التطلع تدخل عليه مكتبه فتشعر بالرهبة وتذوق الويل كل الويل وذلك قبل أن تدخل عليه مكتبه، فهناك أسلوب وألف أسلوب كي يدوخك السبع دوخات بنظرة متعالية يلقيها عليك فيقول من طرف أنفه: تعال بكرة. يمتد هذا البكرة لأكثر من مرة وعندما تتعب وتحاول أن تحتج يتفضل عليك ويمد لك معاملتك في اشمئزاز قائلا: يا أخ هذه المعاملة في القسم الآخر. ولو أنك تفهم جيدا عدم الفائدة في السؤال والاستفسار وليس الاحتجاج على التعطيل تذهب إلى القسم الآخر وتبدأ نفس القصة من جديد. إن الوظيفة يتخذها البعض سلما لإذلال الناس، وهؤلاء لا يعرفون أن من يكون هذا أسلوبه سوف يذله الله آجلا أو عاجلا. فمتى نرتقي بمفهوم الخدمة الواجب تقديمها وأن هذا الموظف لم يوضع في هذا المكان إلا لتقديم الخدمة الراقية لهذا المراجع الذي لولاه لما كان هذا الموظف في مكانه، انه لأمر يحتاج إلى كثير من الصبر حتى يستطيع هذا الموظف أن يفهم مسؤوليته.