تربطني بالأخ الأكبر الشيخ فراج بن علي العقلا علاقة قديمة اذ كان من سكان حي "المعابدة" وعلى علاقة بوالدي يرحمهما الله وقد ازدادت عرى العلاقة بعد ان تعرفت عليه عن قرب وهو يعمل مديرا اداريا لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الغربية "العاصمة المقدسة" عندما كان رئيس الهيئة في الغربية فضيلة الشيخ زيد مبارك الرشود الذي ربطتني به صداقة كبيرة بل كان مصدرا لأخباري في بداية التحاقي بصحيفة البلاد والعمل الصحفي في 1397ه. ثم اصبح الشيخ فراج مديرا عاما للهيئة وتعرفت على اشقائه د. عبدالعزيز الذي كان مديرا عاما لتعليم البنات في مكة وقبلها احد اعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى و أ.د. محمد الذي اصبح مديرا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وقبلها وكيلا لجامعة ام القرى.. وكنت على صلة دائمة بالشيخ يرحمه الله سواء بالاتصال الهاتفي الدائم طوال العام او عند دعوته لنا في داره في مكةالمكرمة على شرف احد المسؤولين وآخر هذه الدعوات كانت في رمضان قبل الماضي على شرف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني ووزير الداخلية، ومن صفات هذا الرجل انه يحرص هو واشقاؤه وابناؤه وأكبرهم د. علي على الترحيب بضيوفهم بطريقة تحمل الكثير من الود والتقرب للناس والسؤال عنهم حتى ان الشيخ فراج يواصل الاتصال بمن يعرف ويتواصل معهم بالهدايا وآخرها ما بعثه لي في اواخر شعبان الماضي "تمر القصيم" الذي يتبعه ببطاقة تهنئة رقيقة بالشهر الفضيل.. وبوفاة الشيخ فراج الذي ذهب للخارج للعلاج لأكثر من مرة يفقد اصدقاؤه وابناؤه وأسرته وأحباؤه أحد "الرموز" وأحد الرجال الذين تحلوا بالخلق وخدمة الناس والسؤال عنهم. لقد فوجئت برسالة "جوال" مساء الخميس أول أمس تحمل خبر وفاة الشيخ وتذكرت آخر حديث لي معه في شهر شوال الماضي، وقد طلبته للسؤال عنه ودل صوته واجاباته على أن الشيخ يعيش الكثير من الألم والوهن لكنه لم يفقد عباراته الطيبة ودعواته الصادقة.. لقد كنت اتلقى منه العديد من الاتصالات معلقاً على خبر أو تحقيق نشر في "البلاد" أو غيرها ويضيف الكثير من الآراء التي تدل على عمق ثقافته واقترابه من هموم مجتمعه.. اليوم نودع الشيخ فراج "ابا علي" وقد عرفنا فيه طيبة وحُسن خلقه والكثير من الصفات الجميلة.. نودع الشيخ ونفارقه بل فارقنا ونحن الذين كنا ننتظر عودته للاحتفاء به.. لكنها ارادة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله والعزاء لكل أسرته وأحبائه وأصدقائه والدعاء بأن يجمع بيننا في جناته في تلك الحياة الدائمة الأبدية.. وداعاً أيها الرجل "السمح" الطيب الوقور.. أسأل الله لك العفو والمغفرة والرحمة. (إنا لله وإنا إليه راجعون).