* نجد البعض ممن لا يملكون القدرة على مواجهة ظروف الحياة.. نجد تصرفاتهم لا تخضع لأي تنظيم منهجي صادر من العقل بل مجرد سعي متواصل لضمان البقاء او المحافظة على ما كونه طوال سنين كد من خلالها وارتوى من عرق تصبب من اعاليه الى اسفل كعبه حتى استساغ رائحته بمرور الايام.. * وإذا كان العرض والطلب يتكافآن في عالمه فإنه يجد العالم بذلك دون حاجاته الكثيرة المتزايدة بزيادة ما ادخره من مال وسعة في الرزق.. أو قل دون مطامعه العديدة التي لا نهاية لها.. بيد أنه قد يسيء استعمال ما كونه وبذلك يسيء لنفسه وقد يضع نفسه تحت تصرف غيره فيزيد لذاتيته ويلات وويلات فيرى ما في الأشياء من جوانب مبكية أو مضحكة. * حقاً.. إننا نملك مقدرة هائلة على التكيف مع ما قد يجد في البيئة ولكن ليس كل منا يملك القدرة الابداعية في أن يضيف شيئاً جديداً إلى ما يملكه من أشياء ثابتة تمثله ذاتيا.. وقد ينسى البعض ماضيه لأن ذاكرته محدودة في زمانه الذي يعيش ويتعايش معه.. عكس آخرين يرون في زمانهم الضيق الرقعة عدم جدية امتداده الى الامام أو إلى الوراء.. إلا النذر اليسير. * وقد يعمل البعض منا من أجل مستقبله أو مستقبل من يعول متأثراً نفعاً وتنشيطاً فيرسم الصورة الحقيقية لماضيه ليتجلى من خلالها رسم مستقبله بأصول معرفة جيدة متكاملة. * وعليه فكل سلوك ينطوي على شيء من الذكاء أو حسن التصرف لا يعني مطلقاً الانفصال عن الواقع الذي يعيشه الإنسان بعقله أو بتصرفه، ولكنه إعادة وتنظيم جديدان لمجرى حياته وسلوكه على نحو قياس المواقف باتزان وتأمل طويل.. * والذكاء الذي تحدث عنه علماء النفس طويلاً ما هو إلا مظهر من مظاهر القدرة على التصرف، ومواجهة المواقف باتباع أقصر الطرق الممكنة.. فلعمر الحق.. فالإنسان وحده الذي يستطيع أن يتصرف بدهاء وإبداع تخيلي.