نجد البعض ممن لا يملكون القدرة على مواجهة ظروف الحياة.. نجد تصرفاتهم لاتخضع لأي تنظيم منهجي صادر من العقل بل مجرد سعي متواصل لضمان البقاء او المحافظة على ما كونه طوال سنين كد من خلالها وإرتوى من عرق تصبب من أعاليه إلى أسفل كعبيه حتى استساغ رائحته بمرور الأيام. وإذا كان العرض والطلب يتكفآن في عالمه فإنه يجد العالم بذلك دون حاجاته الكثيرة المتزايدة بزيادة ما ادخره من مال وسعة في الرزق .. او قل دون مطامعه العديدة التي لا نهاية لها.. بيد انه قد يسيء استعمال ما كونه وبذلك سيء لنفسه وقد يضع نفسه تحت تصرف غيره فيزيد لذاتيته ويلات وويلات فرى ما في الأشياء من جوانب مبكية أو مضحكة. حقاً .. إننا نملك مقدرة هائلة في التكيف مع ما قد يجد في البيئة ولكن ليس كل منا يملك القدرة الإبداعية في أن يضيف شيئاً جديدا الى ما يملكه من اشياء ثابتة تمثله ذاتياً.. وقد ينسى البعض ماضيه لأن ذاكرته محدودة في زمانه الذي يعيشه ويتعايش معه .. عكس آخرين يرون في زمانهم الضيق الرقعة عدم جدية امتداده الى الأمام أو إلى الوراء.. إلا النذر اليسير.. وقد يعمل البعض منا من أجل مستقبله أو مستقبل من يعول متأثراً في سلوكه بأصداء الماضي من آثار التجارب السابقة، فقد تزيده نفعاً وتنشيطاً فيرسم الصورة الحقيقية لماضيه ليتجلى من خلالها رسم مستقبله بأصول معرفة جيدة متكاملة.. وعليه فكل سلوك ينطوي على شيء من الذكاء أو حسن التصرف لا يعني مطلقا الانفصال عن الواقع الذي يعيشه الإنسان بعقله او بتصرفه، ولكنه إعادة وتنظيم جديدين لمجرى حياته وسلوكه على نحو قياس المواقف باتزان وتأمل طويل.. والذكاء الذي تحدث عنه علماء النفس طويلاً ماهو إلا مظهر من مظاهر القدرة على التصرف، ومواجهة المواقف باتباع أقصر الطرق الممكنة.. فلعمر الحق .. فالإنسان وحده الذي يستطيع ان يتصرف بدهاء، أو إبداع تخيلي..