لم أجد أحداً من الذين شاهدوا حلقات برنامج (خواطر 5) الفريد والمتميز للأستاذ الكبير أحمد الشقيري إلا وقد أخذ سحره بألبابهم لما رأوه من عجائب ذلك الكوكب (كوكب اليابان) كما يسميه الأستاذ الشقيري ذلك أن الناس فيه يعملون ويتعاملون بصورة تختلف عما يشاهدونه في العديد من بلدان كوكب الأرض .. لدرجة أن عدداً كبيراً كان يحلم لو قُدر له أن يعيش في اليابان، حتى الأطفال الصغار هموا وطمحوا للدراسة في ذلك الكوكب الذي أصابته صاعقة وقنبلتا هيروشيما ونجزاكي المدمرتان فاستيقظ وأفاق من صعقته مارداً عملاقاً قويّاً حوّل تلك الحادثة الشنيعة إلى ما هو فوق الإيجابيات والتوقعات علماً وعملاً وسلوكاً.. فبنى وأشاد.. وصنّع وأجاد.. وتعامل فأحسن.. لدرجة حيّرت عقول الكثيرين ممن شاهدوا بأم أعينهم، حتى الأستاذ الشقيري لم تخف الكاميرا اندهاشه الحقيقي العفوي لكثير من السلوك والتعامل الذي شاهده في مواقف عديدة على ذلك الكوكب وبصورة أضفت على المشاهد صدق الواقع الذي يراه.. وربما كان ذلك متسقاً مع ما ختم به تلك الحلقات من شكر وسجود لله تعالى أن مكنه من إكمال وإتمام هذه المهمة وشُكْر زملائه والقائمين على أمر هذا البرنامج ومن خلفهم الذين بلا شك قد استغرق منهم جهداً عظيماً ناهيك عن الإمكانات المادية التي رصدت.. لكن حتى يطمئن أبناؤنا وشبابنا ممن طمحوا وتمنوا الذهاب لذلك الكوكب.. أقول ها أنت قد شاهدت ما شاهدت من إعجاز في فن التعامل وشتى ميادين الحياة وشاهدت المقارنات التي أجراها مقدم البرنامج بالنسبة لبعض بلدان كوكب الأرض.. فلا تذهب هناك لذلك الغرض ففيك أنت خواطر لم تشاهدها في (خواطر 5) بل فيك أنت كوكب دري ، كوكب متميز ومعجزة.. رسم هداه المصطفى صلى الله عليه وسلم فصار (كوكب الإسلام) فعندنا فيه: أنزلوا الناس منازلهم، وعندنا فيه ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، وعندنا فيه بر الوالدين.. وعندنا فيه عدم الإسراف في المال والماء والطعام ، وعندنا فيه إفشاء السلام، وعندنا فيه اتقوا الله في النساء ، وعندنا إغاثة الملهوف والإحسان للفقير واليتيم والأرملة، وعندنا الإحسان للجار.. وعندنا العفة والنظافة والطهارة، وعندنا حسن الخلق ومكارم الأخلاق، وعندنا المروءة، وعندنا غض البصر وكف الأذى.. وعندنا الأمن والأمانة والسلام، وعندنا التبسم في وجه الأخ.. وعندنا الحث على العلم وإتقان العمل، وعندنا الصوم والعمرة والحج والزكاة، وعندنا الصلاة، وعندنا التسابق في الخيرات، وعندنا كتاب الله تعالى فُصلت آياته وفيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا.. وعندنا وعندنا...الخ، ولعل ثمة تعليق سمعته من بعض المشاهدين أن تلك الأعمال والسلوكيات لو علموا أنها جزء يسير من تعاليم وأخلاق وسماحة الإسلام.. لانكبوا عليها وآمنوا.. وثم كلمة عزيزي القارئ: أرجو أن تسمح لي نيابة عنك بتسجيل أجزل الشكر والتقدير لهذا الرجل صاحب البرنامج المتميز الأستاذ الشقيري وزملائه وللقناة التي بثت ذلك العمل الفريد والقائمين عليها على أمل أن نرى في المرة القادمة خواطر أو قُل وقائع وترجمة تعكس سلوك وتسامح وتراحم وأخلاق وحضارة سكان (كوكب الإسلام) ليشاهده سكان (كوكب الشقيري) ويقولون: نريد أن نعيش ونهاجر لكوكب الإنسان.. كوكب الإسلام.. كوكب السلام.. قولوا آمين.