بداية نشكر القائمين على صندوق التنمية العقارية على جهودهم واهتمامهم وحرصهم على استكمال فلل الإسكان العام في مكةالمكرمة للجزء المتبقي من الفلل غير المكتملة والمتبقي لها التشطيبات النهائية بعد اكتمال الهياكل الخراسانية والتي يتجاوز عددها بالمئات أو يتجاوز الألف بعد توقف قسري لمدة تجاوزت عقدين من الزمن، دون معرفة الأسباب التي أدت لتعطيل التنفيذ. لأنه الفلل لو تم استكمال ما تحتاجه من أعمال متبقية لاستفاد منها الكثيرون من المواطنين لتمكنوا أيضا من تسديد القروض للصندوق ولاستفاد غيرهم، ولا نعرف هل توجد مشاريع مماثلة متعطلة حرم منها مواطن محتاج في مدن أخرى أم القائمين على الصندوق تعمدوا ترك بصمة لنذكرهم كلما مررنا على الديار؟ فقام صندوق التنمية العقارية مشكورا بتذكر موضوع الإسكان العام بمكةالمكرمة وان هناك جزءا كبيرا لم ينتهِ منه وهذا أمر كما قلت يشكرون عليه، وقد يكون لديهم من الأعذار ما لا تستطيع فهمه وإدراكه ويبرر النسيان غير المتعمد بطبيعة الحال فتم وضع لوحة إعلانية في الموقع قبل أشهر يستدل منها على إيلاء الموضوع اهتماما بالتعاقد مع مقاول لاستكمال الأعمال الميدانية والموقع العام للجزء غير المكتمل من مشروع الإسكان العام بمكةالمكرمة وتم تحديد اسم المقاول والاستشاري الخاص بالمشروع هذا ما كتب في اللوحة والتي لم تتضمن المدة الزمنية التي يحتاجها المقاول للتنفيذ. لأننا نجزم بأننا لن نحتاج للانتظار لعقدين إضافيين حتى يتم استفادة المواطنين وهم كثر ممن تقدموا لطلب قرض إسكان وقائمة الانتظار بكل تأكيد طويلة لدى فرع صندوق التنمية العقاري بمكةالمكرمة، لا نريد أن نسمع أغنية "انتظرني" بلحن جديد ورؤية فنية لن نتمكن من هضمها. المقاول الذي رسى عليه المشروع مازال مصرا على إبقاء المشروع كما تسلمه لأننا لم نرَ أعمالا جديدة قام بها، فهل سيكون هو مؤلف أغنية الانتظار الجديدة، ويكون الاستشاري قادرا على التوزيع الموسيقي، وصندوق التنمية العقاري يطرب للحن والكلمات ويردد انتم أيها المواطنون الذين طال انتظاركم لا تطلبوا تكملة المشروع ونحن لا ننساكم بعد عقدين من الزمن، إذا كان المقاول هو المسؤول عن التقاعس الذي حصل أو قلة الإمكانات المتوفرة لدية للتنفيذ فالحلول النظامية كفيلة بمعالجة الأمر وتضمن لجميع الأطراف حقوقها، وسحب المشروع وإسناده لمقاول مؤهل ومصنف آخر، حل ليس من سابع أو ثامن المستحيلات. هل يفيدنا صندوق التنمية العقارية بما يحصل وسوف يحصل في القادم من الأيام عن تكملة مشروع الإسكان العام بمكةالمكرمة، فوزير المالية لن يرضى بما يحصل لأن مثل هذه المشاريع خصصتها الحكومة لرفاهية المواطن وأنفقت عليها المليارات من الخزينة العامة. أخيرا: دائما الأفعال أبلغ من الأقوال. والصمت ليس دائما أبلغ من الكلام.
