قبل عقدين ونيف من الزمان زف لنا بِكْر والدنا خبر قدوم ابنه البكر (حاتم) إلى هذه الحياة، فارتسم الفرح على وجوهنا جميعاً من الوالدين تغمدهم الله بواسع رحمته إلى الإخوان ومن حولنا، ومرت سنون الحياة وحاتم قرة أعين والديه، وصاحب الدلال المميز من أمة التي كانت تنتظر مقدمة بلهفة وشوق، إلا أن إرادة المولى لم تمكنها من أن تكمل رسالتها نحوه حتى تراه عريساً فودعت الحياة وهو ابن العاشرة من العمر، فاهتمت به وبأبيه لمدة وجيزة والدتنا رحمها الله حتى سخر الله لوالده فتاة أحتوتهما بعطفها وحنانها، وسار مركب الحياة بهما من جديد تغمره الألفة والمودة والمحبة، وعام ينقضي وآخر يقبل، وتمر السنين، وحاتم يجتاز السنوات الدراسية بتفوق لنسعد هذا العام 1430ه بحصوله على شهادة البكالوريوس، وخوضه مجال الحياة العملية، ومن ثم الرغبه في إتمام نصف دينه، والتي هي فطرة الله في خلقه {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} وسنة الأنبياء، قال عليه الصلاة والسلام: (... والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنّتي فليس منّي) وقوله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) الأمر الذي أسعد والده أخي (أمين) ووالدته التي لم تلده، وقد عادت بي الذاكرة عندما أخبرني شقيقي أمين بمطلب ابنه حاتم لطفولته التي حُرِم فيها من حنان والدته تغمدها المولى بواسع رحمته، وتذكرت كلامها الذي كانت تتحدث به وما تنوي القيام به ليلة زفافه، وتمر الأيام كلمح البصر لتحقق ابنة الكرام لحاتم كل ما كانت تود والدته أن تفعله له عند زواجه، فأحمد الله وأشكره يا بُنَي أن سخر لك زوجة أب أولتك اهتماما كاهتمام والدتك، ورعتك على خير ما يكون، وأشكره سبحانه وتعالى على نعمائه {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشََّكُورُ} أن وهبك عَرُوسا تبهج النفس، وتقر بها العين، وتفتخر بها، قال المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما سُئل: أي النساء خير؟ فقال: (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره). والتهنئة أبعث شذاها بعبق الورود لمقام أخي العزيز والد العروس الأستاذ / هشام جميل عجيب، فألف ألف مبروك هذا الزواج الميمون، والذي نتمنى من الله العلي القدير أن يخرج منه لَبِنَات مجتمع صالحه يكثر بها النسل في الدنيا والآخرة تصديقاً لقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة). ابني حاتم: أكتب لك هذا المقال والفرحة تغمرني، والسعادة ترفرف حولي، وحروفي ترقص على ورقي لأنشد لك أجمل لوحة فرحة وبسمة وشوق وحب، فأنت ابن الذي رباني، واهتم بي منذ أن أبصرت الحياة، ومن له أفضال لا أحصيها منذ صغري وحتى يومي هذا، وأرجوا منك المعذرة إن خانني التعبير فيما خط قلمي، ولكن مختصر قولي أنني أدعو لك بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أقبل على النكاح: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير. همسة: أساس الزواج الصحيح تفاهم متبادل. ومن أصدق من الله قيلاً: {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}. ناسوخ / 0500500313