تمر الأيام ، ويكبر الأطفال ، ونتلقى دعوات زفافهم التي تدخل للنفس البهجة والسرور ، ونتذكر العريس عندما كان طفلاً يلهو ويلعب ، وهو اليوم رجل يكمل نصف دينه إحياء لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ( النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني ) فهذه الليلة ليست كباقي ليالي العمر ، فهي ليلة يتوج فيها الحب بالزواج ، ليلة تتلاقى فيها الأجساد بعد أن تلاقت الأرواح ، هي ليلة العمر التي لا تنسى مع مرور الزمن ، لذلك يكون الاستعداد لها بطريقة مميزة تختلف عن باقي المناسبات الأخرى ، وأسعد سمير عريس هذه الليلة التي سيطلق فيها حياة العزوبية والوحدة ، ويلج مرحلة جديدة من مراحل الحياة تختلف تماماً عن أيام عمره التي مضت ، فكم فرحت لهذا الابن الذي شق طريق الحياة بكفاح ، ويتوجه اليوم بالنكاح ليعصم نفسه من براثن المعصية ، هنيئاً لك يا أسعد هذا الفرح الذي أتمنى أن يدوم ما تعاقب الليل والنهار ، فأنت اليوم بين أيادٍ أمينة ستمنحك الحب والود والليالي الجميلة ، فانظر إليها بعين الرضا ، والأخذ بالأسباب التي تولد بينكما المحبة والمودة والألفة (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) قال عليه الصلاة والسلام : ( المؤمن يألف ويؤلف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف ) وليكن ذلك من خلال تبادل عبارات المودة والتقدير والابتسامة الصادقة والشكر والتقدير والنظر إلى مواطن الجمال فيها لتغمر السعادة حياتكما ، فما أسعد هذا العرس المبارك الذي جمع الله تعالى فيه بينكما على كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وألف بين قلبيكما ( لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) فأحمد الله وأشكره على هذه النعمة التي أنعم بها عليك ، وطبق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادماً فليأخذ بناصيتها وليسم الله عز وجل وليدع بالبركة وليقل : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ) . مبارك لك يا ابن أخي الحبيب زواجك من ابنة الأستاذ عبدالله شطا . دعاء : اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في الخير . همسة : أساس الزواج الصحيح تفاهم متبادل . ومن أصدق من الله قيلاً (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) .