أرجو أن تعذرني الزميلة منيرة السليمان على اقتباس عنون كتابها (نساء في سجون الحرية) والذي كان لي شرف الاطلاع عليه بعد دعوتها اللطيفة إلى قراءته. وقد مس الكتاب في نفسي نقاطا حمراء تومض بشدة عندما يطال الكلام المرأة وأوضاعها، وإذا كان الفرق بيني وبين الأستاذة منيرة أنها تناولت تلك الحال البائسة التي وصلت إليها المرأة الغربية، فإني أفضل دائما أن أجد في وضع نسائنا ما يكفي من الهزيمة والخذلان والقهر، وإذا ظلمت المرأة الغربية وقهرت واستعبدت تحت شعار الحرية، فقد نالت المرأة العربية ظروفا مشابهة ولكن للأسف داخل البيوت و تحت شعار الإسلام. والنساء في الإسلام واللاتي يفترض أن يكن في مكانة مصونة، تحوطهن الرعاية والاحترام، يقبع بعضهن تحت ظلم شديد من المحارم قبل الغرباء. الأخت منيرة ذكرت قصصا موثقة عن نساء غربيات عانين جميع أنواع الذل والظلم، ولكن أقربها إلى ظروف النساء عندنا، قصة النفقة على الأبناء، فقد تورطت نساء الغرب في الإنفاق بسبب هروب الزوج أو الطلاق، ولكن الأم عندنا تحملت النفقة والزوج موجود يتجول هنا وهناك، يتزوج وينجب ويعيش حياته، بينما تعاقب الزوجة بقية حياتها بالنفقة على أطفالها، وتفضل الصمت والصبر على أن تقضي بقية حياتها في المحاكم تطالب بالنفقة. وقد يخالفني الرأي من يقول: لا مجال للمقارنة بين عموم الحالات هناك وشدة انتشارها، وبين ندرتها عندنا وشذوذ بعضها والذي لا يعد مسبارا يقيس حال المرأة في البلاد العربية، ولكني أقول: البيوت حبلى بحالات مأساوية وأنواع من الظلم تمارس ضد النساء والتكتم عليها لا يعني عدم وجودها.وحالة الهدوء والراحة التي نستظل تحتها لأننا مسلمون، ليست كافية. ولكن يجب أن نتأكد أن من يقوم على أمر النساء عندنا يطبق الإسلام فعلا.