للقلم بهجة .. تزداد لها دقات قلبي .. ويجري الدم دافقا في عروقي .. وأشعر بحرارة الحب والدفء تحتضن أنفاسي .. وأشعر بصدق .. برحابة الدنيا والفضاء .. ! وأستمتع بزرقة البحر والسماء .. وتنتشلني الفرحة إلى أنهار من الرغبة والانتشاء .. فأنطلق كطفلة صغيرة تجري وراء الفراشات في حقول الحياة والذكريات .. وتغتسل بيديها الصغيرتين على أطراف نهر السعادة الجاري بلا توقف .. وترتشف قطرات مما تبقى من مائه العذب بين أصابعها وكفيها .. تسافر بها الأحلام.. فتواكب أسراب الطيور في رحلاتها المهاجرة دوما .. وتقفز كغزال هارب في صحراء العمر.. لتصل إلى واحة غدير.. فترتع في حضنها بعذب الكلام.. ورشاقة الربابة.. وحنين الناي .. وأنينه ! كم عشقتك أيها القلم.. وعشقت معك بيارق الحرف ترفرف خفاقة في سماء الانتصار.. وترقص كالعصافير على أغصان الشجر.. وتحنو كقطرات الندى الندي على ثغر الزهور.. وفجر الزمان .. ! وكم وجدتك.. حبيبا طيبا.. كريما بالوصال .. مطواع .. تغار على الحبيب .. وتحميه .. ولا تخذله .. نعم الحبيب أنت .. ! كم أحببتك أيها الحرف.. وزرعت بك ميادين العمر بألوان الورود وأطيبها .. وكم أوجعتك ضربا في خاصرة الزمن القاسي وخطى البشر .. ! كم .. وكم .. ولازلت أجمع لك الكثير .. الكثير من آهات وأنات الألم .. ! من فرحة الصبر .. ورقصات الأمل .. من تراتيل السماء .. وبركات النعم .. ! توأم روحي أنت .. أتغنى فيك كالنجوم على ضوء القمر .. وكالموج مسافرا في عرض البحر ..وكالسحابة تهطل أفراحا على كل البشر .. ! كم تعرت بك وجوه أيها القلم ..وكم اكتست بك أجساد .. وكم تقيد بأغلالك بريء .. ! كم علت بك رؤوس .. وكم سقطت بك جباه .. وضاعت من أجلك أرواح .. وأرواح .. ! ولا زلت نابضا بين أنامل الكثير بعزة وشموخ .. تعز من تعز .. وتذل من تذل ... !! وقفة : تساءل الصغير ببراءة العتاب ..وعتاب البراءة : ماما ليه تركتينا ..بابا يقول : أمكم رمتكم .. !!! فتجيبه وغصة من الألم تخنقها : أنا لم أرمكم ولم أترككم .. ولكن .. كان أبوك يضربني ... ترضى أن يضربني ..؟ فيجيب الصغير باندفاع : ( لا .. أنا أضربه وما أخليه يضربك ... ! ) وقفة أخرى : ( كن كالحصان الذي كلما دفنوه بالتراب .. نفضه عن ظهره واعتلاه ... !!! العنوان البريدي: [email protected] 7045 الشريبات- وحدة رقم 1 المدينةالمنورة 42316 _ 5647