متابعة لما توقفنا عنده يوم أمس عن شهر العسل الإسرائيلي الموعودين به كان على الاخوة الذين ملأوا أسماعنا وعيوننا وهم يبشروننا بنعيم العيش وكرامة الحياة عليهم ان يقولوا لنا تفسيراً لكل هذا الذي يجري من استعداد لطرد الفلسطينيين من أرضهم وبالذات أراضي "48" وتحويل فلسطين إلى أرض يهودية خالصة في عنصرية مقيتة، فهذا التحرش بلبنان على حدوده وفي سماه حيث تمرح فيها طائراتها في سمائه من جنوبه الى شماله غير مفرقة بين سكانه وبين "فسيفسائه" الرائعة انها "الفسيفساء" الكارهة لها اسرائيل لانها تشكل لها قلقاً كبيراً بهذه التعددية التعايشية التي يتميز بها لبنان .فإسرائيل بلد "عنصري" شديد العنصرية في تكوينه وهو يقلقه ان يكون بجانبه بلدا تتعايش فيه كل الطوائف، تلك الصورة الفريدة في المنطقة، ولعل مازاد من قلق اسرائيل هذه الايام هو توقف لهجة التحريض الأمريكية "البوشية" الديك شينية" هذا الافق الجديد هو سبب هذا "الحرد" الإسرائيلي مع كل ما هو عربي وفلسطيني، لهذا.. فالمواطن العربي يقف محتاراً امام ما يقرأه او يسمعه في بعض الوسائل العربية من تبشير بالصلح مع إسرائيل واهميته وانها صادقة في ما تدعو إليه من سلام تبحث عنه . إن كل الغرابة هي في تلك الأصوات التي تريدنا أن ننسى التاريخ ونتغافل عن الجغرافيا بما فيها الجغرافيا السياسية التي تحاول إسرائيل اللعب على خطوطها ..تلك الخطوط التي يريد منا هؤلاء الكتّاب والمعلقون ان نمسحها – باستيكا – دون الأخذ في الاعتبار تلك النزعات "الاسرائيلية" العدوانية التي مررنا بها منذ ستين عاماً. أليست كافية ستون عاماً من التجارب؟!