التحول من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول الخليج العربي ظل حلماً يراود الشعوب الخليجية لسنوات طويلة قبل أن يطالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى تحويله إلى واقع فعلي. وقد شهدت القمة الخليجية الأخيرة التي عقدت بالرياض البداية الفعلية لوضع التصور واللبنات الأولى لهذا الاتحاد، حيث اختتم قادة دول مجلس التعاون الخليجي اللقاء التشاوري ال14 في قصر الدرعية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، باتفاق على «استكمال» دراسة اقتراح الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بواسطة المجلس الوزاري، لتحديد التفاصيل وتفادي أي أخطاء تقديرية ومن ثم رفع التوصيات إلى قمة استثنائية تستضيفها الرياض أيضاً، لكن لم يحدّد لها موعد بعد. وقد تفاعل العديد من الكتّاب والمثقفين وأصحاب الفكر مع تلك الخطوة معربين عن أملهم في تحقيق الوحدة الخليجية والعربية وذلك عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". تساؤلات في البداية تساءل الروائي عبده خال عن شكل الاتحاد المزمع تأسيسه وقال في تغريدته: النقاش حول الاتحاد الخليجي لو انتقل إلى حيز الواقع يعني إيجاد حكومة كونفدرالية، فمن سيكون رئيس هذا الاتحاد؟ وهل سيقبل الآخرون أن يكونوا توابع؟ ضرورة أمنية بينما تناول الصحفي يوسف الكويليت الدوافع التي تجعل من الوحدة الخليجية ضرورة لأمن الشعوب الخليجية في مواجهة المتغيرات، وشدد على أن التحالف يتم بين دولة وأكثر من أجل توحيد السياسات والقوات المسلحة لدرء المخاطر العدوانية من أية جهة خارجية. وأشارت الكاتبة فضيلة الجفال إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي مارست الاتحاد في درء مخاطر الحرب الإيرانية العراقية، ومارست الاتحاد في مواجهة مخاطر غزو الكويت، وشدّدت على ضرورة الاستمرار في التعاون والتحول إلى اتحاد أكثر قوة. بينما اعتبر الدكتور سعود المطير الاتحاد الخليجي الحل الوحيد للتصدي للمد الإيراني وللحيلولة دون أن تلاقي البحرين مصير الجزر الإماراتية المحتلة، على حد وصفه. مطلب شعبي وقال " Khalid alkhalifa ": الاتحاد الخليجي هو مطلب شعبي أصيل .. و طرح خادم الحرمين الشريفين هو استجابة للمطلب الأول لشعبنا الواحد. أما المحلل السياسي مهنا الحبيل فأكد أن إحدى الإشكاليات التي تعيشها التيارات في الخليج، أنها تنادي بأعلى صوتها لتفهم الخلاف والتعاون في المشتركات وعند أول امتحان تنهمر باللعنات، معرباً عن تأييده لأي تجربة وحدوية. وقال سليمان الهتلان: لن تنجح أي مبادرة ما لم ترتبط مباشرة بمصالح الناس. ستشعر الناس بالانتماء ل "الاتحاد"، حينما نؤسّس لمصالح حقيقية للناس الاتحاد الخليجي. التجربة الإماراتية ودعا الإعلامي جمال بنون إلى دراسة التجربة الوحدوية الإماراتية والتمعن فيها ومعرفة أسباب نجاحها واستمرارها للاستفادة منها في تكوين اتحاد الخليج المزمع. قوة اقتصادية وأكد عبد العزيز الفريان، أن قيام الاتحاد الخليجي سينعكس إيجاباً على اقتصاد منطقة الخليج ويُسهم في تسريع توحيد العملات فيما بينهم. وأكد الناشط يحيى السيد أن تجربة الاتحاد الخليجي إذا تمت فستكون ضربة موجعة ليس لإيران فحسب بل حتى للدول الكبرى لافتاً إلى أن حجم الاقتصاد الخليجي مجتمعاً له تأثيره الكبير على المستوى الدولي.