لا يعيقنا كأمة إسلامية تلك الترهات التى يستعملها المندسون فى جسد العالم الاسلامى فالمنهج المتفق عليه كأمة واحده يقول كنتم خير امة أخرجت للناس وستظلون إن تمسكتم بأهدابه والأمة الإسلامية وان ضعف أهدابها ستظل بعون الله وقوته متماسكة ولو فى أضيق الحدود وهذا الذى يخيف أعداءها حتى وصفوها بالأسد النائم والفتوة الجائع وما إلى ذلك. هذا التعبير من وجهة نظرهم ينم عن خوف متأصل فيهم وليكن مايكن فمنذ أن تربع محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم عرش النبوة ورفعه الله إلى مكانة عليا لم يبلغها احد من عباده والدين الاسلامى فى عزة رغم الشقاق الذى يعتريه من بعض الخارجين عليه وهذا الباب سنمر عليه لاحقا إن شاء الله إما هنا أو فى مكان آخر لأن تداعيه قد تجرنا إلى ثغرات قد يجهلها الكثير من الناس لكن لب الهدف هنا هو المضمار السياسي الحالي الذى تطور إلى مفاهيم مختلفة وأصبح الكل فيه يغنى على ليلاه حتى أصبحت مشاربه من كثرتها يتوه الباحث فيها .. قلنا مرارا أن المسلك المنفرد فى سياسة المفاهيم الواضحة يسلكه الطالب دون وجل وهذا المندرج كان واضح فى البحوث السياسية السابقة والناجحة فى معظمها فما الذى قلب الرأس على العقب ؟ .. وان كنت لا استفسر هنا للبداهة فالمسألة واضحة كوضوح الشمس وكأن التقلبات فيها من تلك الشراذم استخفافا بعقول البشر فى هذا السيل العرمرم المسمى بالثورة المعلوماتية وهنا استعيد ذاكرة اعجابى منذ كنت صغيرا بالتقاط الحمام بالحب من وسط الرمال ولا أكتمكم القول أنى كنت أقف بالساعات الطوال أتأمل هذه الحمامة الصغيرة فى حجمها ولو قسنا مخها بمخ الإنسان قد لايساوى صفرا وهى تبحث عن قوتها من أنياب السبع والإنسان يقف محتارا أمام بعبع السياسة وقد تذهب أمم وأوطان مقابل سوء الفهم هذا وفى النهاية نقول السياسيون ضلوا الطريق ويذهب الحال إلى سبيله وكأن شيئا لم يكن . هذه الفرضيات التى رسخها أصحاب المصالح سواء كان ذلك من دول أو أفراد إلى متى تظل تسيطر على المخ البشرى عامة أليس هناك من يرشد العمل السياسي كي يبعده عن لغة الغاب ولا نذهب بعيدا عن منطقين كانا يسيطران على العالم بناهما العمل السياسي السابق الدءوب ولا نخالف هذا الانتعاش إن قلنا كانت تتخللهما الحروب الباردة بين الفينة والأخرى حتى سيطرا على الدفة فيهما رجال سياسيون فى المظهر وبعيدون كل البعد عن العالم السياسي فى المخبر وتفتت هيكل واندثر. والآخر يلحقه الآن إن لم يعيد ساسته الحسابات السياسية تجاه العالم ككل ونحن عندما نبرز هذه المندوحة السياسية على الوجه العالمي نهدف من هذا المخرج أن يكون العمل السياسي الاسلامى قد استفاد من تلك التجارب وغيرها وتبنى حساباته على نتائج مضمونه . ومن زبدة القول وأخوف ما يخيفنا فى تفريق الأمة الإسلامية هو الولوج إلى المناظير السياسية حسب الأهواء وليت العقلاء فينا يكون دورهم حسب ماورد فى الكتاب والسنة فاعل ليضعوا حاجزا منيعا لأصحاب الأهواء والمصالح الفردية والاستعمارية التى نراها الآن وللأسف انتشرت فى جسم الأمة الإسلامية كانتشار النار فى الهشيم مع أن العالم أصبح ينظر للإسلام نظرة إعجاب خاصة عندما يقرأ سيرة الأبطال الأوائل سواء كانوا ساسة أو قادة وإذا بحثنا فى العالم الشرقي والغربي خاصة بعد تهور أمريكا واحتلالها للعراق وأفغانستان وتدهور أحوالها الاقتصادية نتيجة لذلك لرأينا أن معظم المثقفين منهم أصبحت الثقافة الاسلاميه منارا لدروبهم العقلانية ومن هنا رأينا خروجهم إلى الشارع احتجاجا على الصهاينة فى حربهم على غزة وحصارها بل وقام مجموعة منهم عنوة فى فك الحصار بأجسادهم وهذا يعتبر ثمن باهظ لو فقده الرعيل اللاحق من الامة الإسلامية بكثرة اتجاهاتها السياسية التى ما انزل الله بها من سلطان لهاجت وماجة والعلاج إذن لبقاء السلطان الاسلامى قوى هو الوقوف فى وجه من يريدون الفتنه والتفرقة للإسلام والمسلمين باسم الدراسات السياسية وحرية الرأي والرأي الآخر وما إلى ذلك من هرطقات ... المدينةالمنورة : ص.ب 2949