عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ من الدرجة السادسة باكتشاف فيروس أنفلونزا الخنازير (A-H1N1) عندما ظهر في المكسيك والولايات المتحدةالأمريكية وأنتشر في بقية دول العالم بانتقائية فقصد أوروبا وسافر دون تأشيرة أو جواز سفر وعبر الحدود لدول آسيا وحط رحالة مرة أخرى في إفريقيا وحاولت الدول جاهدة لمنع وصول الوباء لأراضيها فعجزت ومع الانتشار وتزايد الخطر أصيب الناس بالخوف والهلع لأن الوباء يسهل انتقاله عن طريق الهواء. وانطلاقا من المسئولية الملقاة على عاتق وزارة الصحة في المملكة بحكم الاختصاص قامت بإجراءات احترازية كبيرة بدء من منافذ القدوم سواء مطارات أو موانئ بوضع شاشات حرارية للكشف على القادمين والتأكد من سلامتهم , وبالفعل تم اكتشاف حالات مشتبه وأخرى مصابة تم التعامل معها بمهنية عالية جدا وأعلن للجميع عن الحالات بكل شفافية وعلى لسان وزير الصحة شخصيا , وحرصا ومزيد من اهتمام القيادة الرشيدة بسلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها والقادمين لها معتمرين أو حجاج وغيرهم ، شارك نحو 50 عالماً وخبيراً في مجال الفيروسات والأمراض المعدية وأمراض الأنفلونزا من داخل المملكة وخارجها في بداية الشهر الحالي تقريبا في جدة ورشة عمل علمية بحضور وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة الإجراءات الاحترازية والوقائية لموسمي العمرة والحج التي تقيمها وزارة الصحة في ظل انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير عالميا. وتابع الإعلام المحلي والدولي التوصيات الهامة لورشة العمل التي أعلنها وزير الصحة بكل صراحة وشفافية . إنما يجعلنا – هنا - أكثر تفاؤل إن القادمين للعمرة والذين وصلت إعدادهم مئات آلاف من شتى بقاع الأرض حتى الآن ، أوضاعهم الصحية تبشر بخير والحالات التي اكتشفت محدودة جدا وغير مقلقة وتم معالجتها وشفيت ولله الحمد , وزارة الصحة سجلت إجمالي المصابين (184) حالة بمرض أنفلونزا الخنازير (A-H1N1) حتى تاريخ 20 /7 /1430ه ، تم تأكيدها جميعاً في مختبرات وزارة الصحة شفي منهم (170) حالة وعادوا لممارسة حياتهم الطبيعية أما بقية الحالات الجديدة فإن حالتهم الصحية مستقرة ولا يزالون يخضعون للإجراءات الطبية المتعارف عليها . وهذه مؤشرات إيجابية وله الحمد والمنة. كما أن المصل المضاد للفيروس سيكون جاهزا قبل موسم الحج بإذن الله هذا ما تم الإعلان عنه. أما من يطالب بمنع العمرة والحج فهو مطلب غير مبرر لأسباب يطول شرحها، ولماذا لم يطالبوا بمنع سفر المواطنين للخارج خلال فص الصيف مثلا ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم تعلق الدول مثل بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وأمريكا وغيرها من الدول الرحلات السياحية القادمة لأراضيها إذا كان الأمر بمستوى الخطورة التي يتحدثون عبر وسائل الأعلام وبالذات الغربي ؟؟!! ألا يهم تلك الدول سلامة مواطنيها بانتقال العدوى لهم إذا عرفنا بأن عدد لسائحين لفرنسا واسبانيا سنويا مايقارب200مليون سائح بحسبة بسيطة حولي ثمانية ملايين سائح شهريا كم عدد الذين أصيب منهم بأنفلونزا الخنازير حتى الآن ؟ نأمل من وزارة الصحة عقد ورش عمل توعوية تشارك فيها الجهات التي تقدم خدمتها بشكل مباشر للحجاج القادمين من الخارج (مؤسسات الطوافة ) . [email protected]