.. أتحدى اي مراجع لكتابة عدل الاولى.. والثانية او المحكمة عندما يكون بيده رقم الصادر والوراد لتقديمه للموظف دون ان يسميه "بالشيخ" اما عدم تسميتك له بالشيخ فيذهب بك وبمعاملتك في ابو نكلة. فمنذ زمن طويل لم اراجع ادارة حكومية او خاصة وكلما تذكرت حكاية المراجعة هذه للدوائر الحكومية وما يتعرض له المراجع من عنت وسوء معاملة اجلت اي مشوار لي هناك وبحثت في اجندتي عن ارقام بعض الاصدقاء او المعارف او الزملاء من الذين يعملون في مثل هذه المواقع ليساعدني في انهاء اجراء معاملتي مهما كانت بسيطة لانني اعرف بحكم الخبرة ان اي معاملة مهما كانت بسيطة لابد انها تحتاج الى معرفة او واسطة ليعينني على الاقل من حكاية روح وتعال بكره او بعد اسبوع. اخيراً حمدت الله انني تمكنت من تسديد قرض البنك العقاري كاملا بعد خمسة وعشرين عاما ادفع قسطا تلو قسط بانتظام ولم استمع لنصيحة بعض اقربائي الذين لم يدفعوا قسطا واحداً ولم يتظلموا في الدفع على امل كما يعتقدون ان هناك اعفاءً عاما سيصدر مادام صندوق البنك العقاري لم يلاحقهم او يقل لهم ثلث الثلاثة كم. وفي ذات صباح كنت في مكتب المهندس حسين الزهراني مدير صندوق البنك العقاري في المنطقة الغربية اقدم له اثبات بدفع اخر قسط يطالبني به البنك العقاري واطلب منه ان يفك رهن الصك وقد اوفيت بكل حقوق البنك. ثم لاحظت على وجهه ابتسامة عريضة وانا اقدم له سنوات الاقساط الخمسة والعشرين عاما بمبلغ 300.000 ثلاثمائة الف ريال بعد حسم قيم الاعفاء عن الانتظام بالتسديد. قال ضاحكا: أرى انك كبرت جداً يا محمد وغزا الشيب كل رأسك. ضحكت وقلت امازحه : وهل تعتقد ان خمسة وعشرين عاما مضت قليلة في عمر الانسان؟! قال : عمر طويل وكلنا شيبنا ياصديقي. ولم اعلق واخذ اوراقي لإرسالها للرياض لفك الرهن لكني بعد شهر اضطررت الى مراجعة كتاب عدل الاولى لتهميش الصك وفك الرهن وهنا قبل ان اراجع هذه الادارة بحثت عمن يعرف فيها موظفاً يساعدني بدلا من كثرة المراجعة لانهم هنا وقد وقفت على ذلك بنفسي مازالوا يتعاملون مع وسائل التقنية الحديثة على طريقة ألف باء. حيث وجدت ان احدهم من الموظفين مازال يأخذ المعاملة ويسجلها في دفتر الصادر والوارد على الطريقة القديمة التي اكل عليها الدهر وشرب. وحيث اني كائن ليلي لا يحب الخروج في النهار الا لمشوار عملي والعودة مرة اخرى فقد تركت مراجعة معاملة فك الرهن في كتاببة عدل الاولى للظروف وكلما مررت من هناك امر على الموظف مستفسرا عن الموضوع وهو يؤجلني من اسبوع لآخر معتذرا بان الشيخ الذي سيوقع على الصك مشغول ومزحوم بالمراجعة مع ان اجراءات التوقيع لا تأخذ منه اكثر من ثوان مع وضع ختمه لكن هذا أمر الله وهذه حكمته عندما تجبرك الظروف لمراجعة شيخ مازال ممسكا برقبة الروتين بين يديه غير مقتنع ان الكمبيوتر قد سهل على الناس في بعض الدوائر الاخرى اجراءات معاملاتهم ومع احترامي لمعظم الشيوخ الا انهم زودوها قليلا بهذا التعنت غير المبرر.. وهناك في كتابة عدل يسمون كاتب الصادر والوارد بالشيخ حتى لايغضب منهم ويعطل معاملاتهم.