تعددت أنواع مرض الأنفلونزا في عصرنا الحاضر "إنفلونزا الطيور ، الخنازير" والتي لم تكن معروفة في الأزمنة الماضية ، وفي هذا دليل على أن ذنوب بني البشر كثرت في العصر الحالي ، وانتشرت بشكل كبير في الحياة الدنيوية ، وبالتالي نتج عنها هذه الأمراض الغريبة التي تداهمنا من حين لآخر ، ويستعصي على الطب علاجها ، فالذنوب هي أساس ما نحن فيه من بلاء ومحن وفتن ، من أجل ذلك ينبغي علينا أجمعين محاسبة أنفسنا ، ومعرفة أماكن الخلل والسعي إلى إصلاحها لنبتعد عن الذنوب التي تجلب لنا العقوبات الدنيوية ، والتي يغفل الكثير عنها ظناً منهم بأن عقابها مؤجل إلى يوم الحساب فيتهاونون بها ، والمتمعن في تاريخ الأمم السابقة يعرف أن ما أصابهم من كوارث لم يكن إلا بسبب ذنوبهم { فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } وقد أوضح السلف الصالح رضوان الله عليهم آرائهم في الذنوب ، قال الفضل بن عياض رحمة الله - بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله – وقال الإمام أحمد رحمة الله - سمعت بلال بن سعيد يقول لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت - وقال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله - بت من رجل يقول في دعائه اللهم لا تشمت بي الأعداء ، ثم هو يشمت بنفسه كل عدو ، فقيل له كيف ذلك ؟ قال يعصى الله ويشمت به في القيامة كل عدو – وقال الحسن البصري رحمه الله - هانوا على الله فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم ، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد - فانتشار هذا المرض الخطير في المجتمع دون المسارعة في القضاء عليه بالوسائل التي أوجدها الشارع من أجلة ( التوبة ، الاستغفار ، الدعاء ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ... ) سوف يترك آثار سلبيه على الفرد منها : ظلمة القلب وعدم انشراحه وابتلائه بالمصائب والمشاكل وقلة التوفيق ، وأخرى على المجتمع بكثرة الأمراض والاوبئه واختلال الأمن وظهور الخوف وفقد الطمانينه ، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون فيغفر لهم ) فهل من توعية إعلامية لهذا الداء يتولاها أصحاب الاختصاص ليقضوا عليه قبل أن يكبر في المجتمع ، ومن ثم يصعب القضاء عليه . شعر : رأيت الذنوب تميت القلوب ويورث الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها همسة : إن الغصون إذا قومتها اعتدلت . ومن أصدق من الله قيلاً { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } . ناسوخ / 0500500313