** لو قال لي أحد الناس إن " كل ساعة ونصف " يموت شخص واحد , في السعودية بسبب حوادث المرور , لما صدقت !! .. ولقلت إنها مبالغة , أما وقد أعلنها مسؤول مباشر عن جهاز المرور , فان الأمر صار حقيقة لا تقبل الجدال , ودعونا هنا نقرأ المعلومة كاملة : الحوادث المرورية في المملكة لعام 1429 ه : • عدد حوادث المرور : 931 و485 أربعمائة وخمسة وثمانون ألفا وتسع مئة وواحد وثلاثون حادثا . • عدد الضحايا : 6458 ستة آلاف وأربعمائة وثمانية وخمسون وفاة . • عدد المصابين : 489 و 36 ستة وثلاثون ألفا وأربعمائة وتسعة وثمانون مصابا . ** المعلومة أعلاه التقطتها من كلمة العقيد " محمد بن حسن القحطاني " مدير إدارة مرور محافظة جدة , خلال حفل المرور , الذي أقيم مؤخرا بقاعة " ليلتي " بجدة , وشهده حشد من المختصين والإعلاميين , من اجل التعريف بالبرنامج الآلي الجديد , لرصد المخالفات المرورية , والمسمى اختصارا ب (ساهر) . ** قبل أيام من إقامة هذا الحفل كنت مع العقيد القحطاني في جلسة حوار صحفي بمكتبه , وكان الحوار بالطبع عن شؤون وشجون المرور , والمخالفات , والسرعات العالية , والحوادث والوفيات والإصابات , وتلبك السير وتكدس السيارات , وزحمة الشوارع . ** العقيد القحطاني بشرني بنجاح فكرة " المرور السري " الذي صار يصطاد المتهورين ( اغلبهم شباب) ويحاول الحد من نزقهم واندفاعهم الغريب نحو الكوارث والموت , واندهشت عندما قال لي , إن المرور السري ضبط سرعات عالية بالطريق السريع شرقي جدة , وصلت إلى 240 كم/ ساعة !!. ** إدارة مرور جدة , ومعها رصيفاتها في المدن والبلدات الأخرى تحاول أن تفيد من التقنية العالمية الحديثة , وان تسخرها لإعادة ضبط الشارع المروري السعودي , بعد أن بلغت حوادث السير عندنا إلى هذه الأرقام المخيفة والمحزنة معا . ** وبحسب المعلومات الرسمية فقد تم تسجيل 9 ملايين مخالفة مرورية سنويا في المملكة , كما أن الحوادث المرورية في المملكة تتسبب سنوياً في خسائر مادية تصل إلى 13 مليار ريال , وبسبب هذه الحوادث هناك إصابة أو إعاقة , لشخص واحد كل " ربع ساعة " . ** في تقديري الشخصي أن المرور لن ينجح لوحده , في إيقاف مسلسل الموت هذا - بدم بارد - على صفحة الإسفلت , مالم يتحمل كل واحد منا مسؤولياته الأدبية والأخلاقية والإنسانية مع قيادة السيارة . ** التحدي الحقيقي .. أن ننجح كسعوديين , في " معركتنا " مع قيادة السيارة , وان نهبط بمؤشر ضياع الأرواح هذا , إلى مستويات متدنية , كما هو حال العالم المتحضر . ** كارثة أخرى ... أن تستمر هذه الكارثة , وعيب أن يتعامل ( كبارنا ) مع السيارة بحماقة , و( شبابنا ) كأنها لعبة ظريفة تحت أيديهم !!. [email protected]