لما كان اليمنيون مفتونين بالشعر والسرد فقد ألحوا على معالي وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة أن يشارك في إحياء أصبوحة شعرية يوم الخميس الموافق 1 ربيع الأول من عام 1430ه بمقر جامعة صنعاء . وتضوع المكان بعطر الشعر وعبقه وتدثرت صنعاء بأعذب الكلمات وأجمل العبارات إذ كانت القصائد تتفتق ببوح شجي ومشاعر فياضة ، واستهل الأصبوحة بكلمة مختصرة إذ قال ( أجدني مسكوناً بعواطف قلما شعرت بها في مكان آخر فلقد طوقتموني بحبكم الغامر وجعلتموني أعيش معكم تجربة إنسانية عذبة شجية – حتى قال - ما أجمل أن ألقي قصائدي في مدينة الشعر صنعاء وبين أناس يتنفسون الشعر .. أما أنت ياصنعاء فاقبليني عاشقاً من عشاقك . بعدها اقتطف وروداً من قصائده وثماراً من دواوينه ليمتع الحضور ويشنف مسامعهم بجميل القصيد . وتتابعت قصائده الحسان بدءاً بقصيدة حبيبي .. لينتقل إلى الصهيل الحزين .. ورحلة المنتهى بعدها قدم عزفاً بالكلمات على ليل الجدائل .. ليبث شجنه وبوحه بقصائد جميلة قلب في مهب العشق ، بعد الفراق ، لغز الهوى ، وحاله ، وأخيراً سفر الأنا .ليؤكد عطر الصداقة والوفاء حين قرأ نصا عن الأديب الراحل عبد الله جفري كان الجميع آذنا صاغية يعبون من رحيق الشعر يتقدمهم الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية والشاعر حسن اللوزي وزير الإعلام والدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة ووكيل وزارة الثقافة السعودي الدكتور أبو بكر باقادر وعدد من أعضاء مجلس النواب والشورى والسفراء والمثقفين .. قدم الأصبوحة بكل اقتدار وجمال الشاعر محمد عبدالسلام منصور مستشار وزير الثقافة . استمر فيض الإبداع السعودي بندوة عن تجارب السرد في المملكة العربية السعودية فرسانها القاص خليل الفزيع والروائي أحمد الدويحي والناقد الدكتور سلطان القحطاني أدارها الدكتور منصور المهوس ليهطل هتان السرد بمشاركة القاصين صلاح القرشي وخالد الخضري وأدارها الدكتور معجب العدواني وقدم كل منهما خلاصة تجاربهما القصصية وفي مساء الخميس تدفق الشعر كنهر فضي بين مسارب خمائل خضراء ، شارك في بوح الشعر عيسى جرابا ، عيد الحجيلي ، والدكتور منصور بن لعبون ومحمد العطوي وأدارها الشاعر سعد الثقفي وتقاسم الشعراء تثمين الحاضرين وتقديرهم وكان الإعلام اليمني محركاً أساسياً للفعاليات موقداً لبريق الإبداع ومن بين الصحف النابهة صحيفة الثورة اليمنية ومجلة معين وإيلاف الإلكترونية وسبأنت وغيرها إلى جانب القنوات التلفزيونية الفضائية اليمنية وكان الأديب والإعلامي محمد القعود أحد أبرز المحررين الثقافيين تواجداً حيث خصص صفحة يومية لنشر الإبداع السعودي شعراً ونثراً فضلاً عن التغطيات الصحفية المتميزة وحضوره البهي ونكاته الحلوة . وكذلك الشاعر عمر محمد عثمان ويحيى محمد الربيعي من مجلة معين والأستاذ أحمد الأغبري والأستاذ صالح البيضاني وغيرهم من الإعلاميين اليمنيين الذين تميزوا بالخلق الجميل والمثابرة والطيبة . بعدها ودعنا العاصمة وفي أنفسنا أشياء كثيرة إذ إن الأيام القليلة التي قضيناها غير كافية للتعرف على معالمها الأثرية وسبر أغوار تاريخها الضارب في القدم كنت أشعر بالحزن .. إلا أن البرنامج يستوجب الارتحال إلى مدينة المكلأ .. أقلتنا الطائرة اليمنية صبيحة يوم السبت .. لنحط بعد ساعة في مطار الريان ، تماهت الطائرة بين تشكيلات السحب البيضاء وأعلن قائد الطائرة عن إمكانية مشاهدة سد مأرب الشهير لتنعطف أعناق الركاب نحو السد الذي عاشت حوله حضارات وأمم قبل انفجار السد وكذلك في فترات تاريخية متعاقبة .. كنا نشاهد السد كالخيط الرفيع نظراً لارتفاع الطائرة .. انشطر جانب من الوفد إلى مدينة عدن ومن بينهم الدكتور معجب العدواني والدكتور عبد الرحمن المحسني والقاص فهد الخليوي والإعلامي فهد الشريف.ليستمر التواصل تلفونيا أو من خلال ما نقرأ عن المناشط الثقافية عبر الصحف اليمنية التي أشادت بأمسية الخليوي القصصية التي تعكس المستوى القصصي في بلادنا من حيث البناء الفني للقصة القصيرة كما شارك الدكتور عبد الرحمن المحسني في ندوة عن التجربة الشعرية الحديثة في السعودية " أدارها بنجاح الإعلامي فهد الشريف. الاحتفاء الذي حظي به الوفد لم يكن مستغربا أبداً إذ دلف الجميع إلى صالة كبار المسؤولين بالمطار لأخذ فترة استراحة قليلة مع التقاط صور للتلفزيون اليمني والسعودي .. أقلتنا الحافلة لنشاهد في طريقنا آثار الدمار الذي خلفته الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة المكلأ قبل عدة أشهر .. وأصبحت الأودية تجري بعطاء الخير الرباني .. الصخور المحاذية لمدينة المكلأ تزيد من جماليات المدينة تشكل في مجملها حراسة أمينة من الناحية الشمالية .. أما البحر فهو فضاء مفتوح .. إذ إن الحضارمة وصلوا من خلاله إلى سواحل شرق أفريقيا .. وغرب الهند و البعض وصل إلى سواحل شرق آسيا ومن بينها دولة إندونيسيا .. ثلاثة أنشطة ثقافية تنتظر محبي الأدب وذلك بمقر مركز أبو بكر سالم بالفقيه .. ويعد المركز واجهة ثقافية وحضارية يستحق صاحبه الشكر والتقدير إذ بناه على نفقته الخاصة .. ويحتوي المبنى على قاعات وصالات واسعة في الدورين فضلاً عن المسرح المصمم على أحدث الأساليب. [email protected]